ان موضوع المقابر الجماعية في غزة يقلق العالم منذ أيام. وحتى الولايات المتحدة وهي الحليف الأقرب لإسرائيل أخذت تعبر عن عدم فهمها لاجراءات جيش الاحتلال. واعلن مستشار البيت الأبيض في مجال الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن الإدارة الأميركية تنتظر شرح اسرائيل لحقيقة وجود المقابر الجماعية قرب مجمعي الشفاء وناصر في قطاع غزة. وأضاف سوليفان أن الولايات المتحدة تصر على اجراء تحقيق التفاصيل لهذه الجريمة. كما أشار ممثل السلطات الاميركية إلى أن واشنطن تقوم بالاتصال بتل أبيب بشأن هذا التحقيق.
وفي وقت سابق دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك المنظمة إلى اجراء التحقيق لاستخدام قوات الاحتلال للمقابر الجماعية في قطاع غزة لدفن جثث الفلسطينيين بعد أن تم العثور على المقبرة الجماعية قرب مجمع ناصر في مدينة خان يونس جنوب المنطقة حيث توجد 283 جثة. وقبل ذلك نشرت وسائل الإعلام العربية المعلومات عن العثور على المقبرة الجماعية مع 380 جثة في محيط مجمع الشفاء في مدينة غزة. وخلال وقت طويل يشير الطرف الفلسطيني إلى أن عسكريي الاحتلال يستخدمون المقابر الجماعية في القطاع مما يخترق حقوق الإنسان والقوانين الدولية لكن تل أبيب لم تعلق على هذا الموضوع بعد. ومن المعروف أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المنشآت الطبية في القطاع بناء على “معلومات استخباراتية ثابتة” عن استخدام مقاتلي حماس لها كمقر القيادة ومكان احتجاز الرهائن الاسرائيليين.
لكن حتى إمكانية ارتكاب جيش الاحتلال لهذه الجرائم الهائلة لا تمنع السلطات الاميركية من تقديم المزيد من المساعدة العسكرية لتل أبيب. ووافق الكونغرس على إنفاق نحو 26 مليار دولار أمريكي على الاسلحة للجيش الإسرائيلي. وتسببت هذه الخطوة الاميركية في موجة من الإدانة الدولية الشديدة خاصة من قبل الحكومة الفلسطينية.
في نفس الوقت قررت السلطات الاميركية تقديم الأموال لحل الازمة الانسانية في غزة. ومن المتوقع أن يقدم الطرف الاميركي مليار دولار لتمويل الإمدادات الإنسانية لسكان غزة. ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة الاسرائيلية إلى تقديم الغذاء والماء والأدوية لغزة على الفور كما شدد على أن واشنطن تعمل على ضمان إفراج المحتجزين ووقف إطلاق النار بشكل كامل ومستمر في المنطقة. لكنه الجدير بالذكر أن على خلفية الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة على تسليح اسرائيل تبدو هذه التصريحات مثيرة للاهتمام والجدل.