ان الأطراف الدولية تعمل على منع اسرائيل من بداية عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة قد تؤدي إلى سقوط كثير من الضحايا بين المدنيين لان رفح تحولت إلى مخيم النازحين الضخم لوجود نحو مليوني مدني فيها. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر يوم الاربعاء أن واشنطن يمكن أن تقدم بدائل لخطة اسرائيل بشأن اجتياح رفح للقضاء على قادة الحركة الفلسطينية في المدينة.
ومنذ أشهر تعلن تل أبيب انها تخطط اجراء عملية عسكرية في المدينة للقضاء الكامل على كتائب حماس الموجودة فيها. ويؤثر هذا العزم الاسرائيلي في قلق الدول المختلفة لان استمرار المعارك لن تسمح لها بتقديم المساعدة اللازمة للمدنيين او إجلائهم من المنطقة. وأكدت السلطات الاسرائيلية أن جيش الاحتلال مستعد لإجلاء المدنيين إلى “مناطق آمنة” لكنها حتى الآن لم تقدم خطة فعل ذلك.
كما أشار ميلر إلى أن بلاده تعتبر المفاوضات بين اسرائيل وحماس مستمرة. وأكد أن عملية التفاوض لم تصل إلى طريق مسدود. واعلن ان الطرف الاميركي يعمل على عقد الاتفاق بين الطرفين حول إطلاق سراح المحتجزين الذين قبضت عليهم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي وقت سابق اعلن الطرف الاسرائيلي أنه يقبل مقترح الولايات المتحدة بشأن تبادل الأسرى. وكان من المتوقع أن تفرج تل أبيب عن نحو 700 سجين فلسطيني وبينهم حوالي 100 صاحب المؤبدات بتهمة قتل الاسرائيليين مقابل إطلاق سراح 40 محتجزا اسرائيليا من غزة. لكن حماس رفضت.
وفي نفس الوقت تفيد قناة الجزيرة نقلا عن مصادرها القريبة من المفاوضات بان حماس نقلت عبر الوسطاء اتهامها للحكومة الاسرائيلية بعدم سعيها إلى وقف الصراع في غزة وعدم استجابة إسرائيل لمطالب الحركة الفلسطينية التي تنعكس حاجات سكان القطاع. وتضيف المصادر أن مسألة عودة النازحين إلى شمال غزة تشكل النقطة الرئيسية في التناقضات. واتهم الطرف الفلسطيني تل أبيب بالتلاعب في معادلة تبادل الأسرى مما تسبب في فشل المفاوضات.
ويشير الاستطلاع الذي تم اجراؤه بين المواطنين الاميركيين إلى انهم لا يدعمون العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة. وتعرض نتائج الاستطلاع ان 55 بالمئة من سكان الولايات المتحدة يعتبرون أنه من الضروري وقف النزاع الذي يتسبب في مقتل الفلسطينيين الابرياء باستمرار في حين أكد 36 بالمئة من الاميركيين انهم يؤيدون الاجراءات الاسرائيلية في غزة. ومن المعروف أن المحللين طلبوا من مشاركي الاستطلاع بتحديد آرائهم السياسية مما تمكنهم من التأكيد أن الديمقراطيين والجمهوريين أصبحوا ينظرون إلى حرب غزة بأقل التفاؤل من موقفهم في نوفمبر عندما تم اجراء الاستطلاع السابق. والجدير بالذكر أنه رغم خفض المؤشرات عدد كبير من الاميركيين يعترف بقانونية العملية الاسرائيلية في القطاع.
