ان زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب لم تأت بالنتائج التي سعت إليها واشنطن. وبعد مغادرة بلينكن اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أنه اصدر قرارا لتستعد قوات بلاده لبداية عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بمليون ونصف نازح فلسطيني.
وأضاف نيتانياهو أنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي بأنه من المستحيل القضاء على حماس دون اجراء العملية في المدينة. كما أشار إلى أن الحرب بين اسرائيل وحماس لن تستمر لسنوات وشدد على أن تل أبيب تسعى إلى تحقيق الأهداف العسكرية التي اعلنتها قبل إطلاق العملية في غزة. كما أكد أن الضغط العسكري لازم لافراج جميع الرهائن إلى جانب اقتراب نصر اسرائيل على المقاتلين الفلسطينيين.
وبنتائج هذه الزيارة اعلن بلينكن خلال مقابلته مع الصحفيين أنه من الممكن وصف رد حماس على اقتراح الاتفاق بالإيجابي لكن بعض مطالب الفلسطينيين مستحيلة للتحقيق وشدد على أن بلاده ستبذل جهودها الكاملة لمنع الحركة من الحصول على النفوذ في القطاع بعد وقف النزاع. كما أكد سعيه لمواصلة العمل إلى جانب قطر ومصر على عقد الصفقة التي ستساهم في إفراج المحتجزين الاسرائيليين ووقف القتال في المنطقة. فضلا عن ذلك قال ان الاجراءات الاسرائيلية تسببت في الضرر غير المسبوق لسكان غزة. وأضاف الوزير الاميركي أنه عبر خلال المناقشة مع نيتانياهو ووزير الدفاع يواف غالانت عن قلق الولايات المتحدة بشأن خطاب عنيف للمسؤولين الاسرائيليين حول غزة. وقال إنه دعا تل أبيب إلى تجنب بداية العملية العسكرية في مدينة رفح نظرا لكثافة السكان داخلها.
إلى جانب ذلك زار بلينكن الضفة الغربية حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وشدد خلال اللقاء على ضرورة الالتزام بحل الدولتين للوصول إلى السلام المستقر في المنطقة. إضافة إلى ذلك أشار بلينكن إلى أن واشنطن تصر على تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة. كما ناقش مع عباس “إحياء السلطة الفلسطينية” وشدد على أن الولايات المتحدة لا تدعم نزوح المدنيين من غزة.
من جانبه اعلن ممثل حماس أسامة حمدان يوم الاربعاء أن الحركة تعاملت مع مقترحات السلام بشكل إيجابي. وأشار إلى أن حماس تصر على وقف إطلاق النار في غزة بشكل تام فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين ومشاركة إسرائيل في إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة بجيش الاحتلال.
فان المفاوضات بين الطرفين لا تزال جارية برعاية الوسطاء. ومن المقرر إرسال وفد يمثل حماس إلى القاهرة يوم الخميس لاجراء المباحثات مع الوسطاء من قطر ومصر. ومن المتوقع مناقشة التعديلات التي أدخلتها حماس لمقترحات الوساطة المدعومة بالسلطات الاسرائيلية.