ان الاقتحامات الاسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية تثير قلق الأطراف الدولية. وفي الثامن من ديسمبر الجاري اجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. وخلال المناقشة عبر بايدن عن ادانة الولايات المتحدة للهجمات على المدنيين. كما اشار الرئيس الأمريكي إلى ضرورة ضمان تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة. واكد ان عمل الممرات الانسانية يجب يضمن امكانية للمدنيين لترك مناطق المواجهة لحماية انفسهم من مقاتلي حماس.
وحتى الحليف الاقرب من تل أبيب وهو واشنطن اعلنت ان سعي اسرائيل في حربها ضد حماس لا يناسب الواقع. واكد ذلك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الثامن من ديسمبر الجاري بنتائج مباحثاته مع نظيره البريطاني دافيد كاميرون. واضاف ان كلمات السلطات الاسرائيلية عن ضمان المدنيين وتقارير المنظمات الدولية تبدو تمثل الاوضاع في منطقتين مختلفتين بشكل تام.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام بان الطائرات الحربية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية استأنفت دورياتها الجوية فوق اراضي قطاع غزة. واكد الطرف الاميركي أنه يقوم بتلك الاجراءات من اجل البحث عن المحتجزين.
وفي الثامن من كانون الأول عقد مجلس الأمن الدولي الاجتماع الذي اعلن أثناءه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه يدعو إلى تنفيذ المادة ال99 لميثاق المنظمة. وقال غوتيريش ان استمرار المواجهة بين الطرفين يمكن ان يتسبب في تفاقم التهديدات القائمة للسلام والأمن الدوليين. ولذلك دعا الأمين العام إلى وقف إطلاق النار فورا. واضاف انه سيستخدم كل نفوذه لمنع وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة. وأدت هذه التصريحات إلى موجة الادانة من بعض الأطراف خاصة اسرائيل والولايات المتحدة.
ان المواجهة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس اندلعت في السابع من اكتوبر الماضي بعد هجوم مقاتلي الحركة على المدن الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. وبعد اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل اعلنت حماس انها تجري عملية طوفان الاقصى. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر من 17 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين 35 ألف شخص في حين يقترب عدد المفقودين إلى حوالي 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص.
