ان العاصمة السودانية الخرطوم التي شهدت خلال الأيام الأخيرة القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع تعيش اليوم الخميس حالة من هدوء حذر. ومن المعروف أن القوات المسلحة تواصل عمليات الحصار من أجل استعادة السيطرة على القصر الجمهوري إضافة إلى مباني عدة وزارات ومؤسسات حكومية وسط الخرطوم. وتشير المصادر المحلية إلى أن الجيش يواجه صعوبات في تقدمه مؤكدة تصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة.
وتستمر الاشتباكات بين الطرفين في المناطق المختلفة من البلاد. وتؤكد المصادر أن قوات الدعم السريع تجري المعارك في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور باستخدام طائرات مسيرة جديدة لها قدرات مضادة عالية. ويقول شهود عيان إن المليشيات شنت قصفا على مطار المدينة بتلك الطائرات قبل أن تم إسقاطها.
كما يثير تشكيل حكومة موازية تابعة لقوات الدعم السريع في الإدانة الدولية الشديدة. وتشير المصادر إلى أن مجلس الأمن الدولي أعرب عن قلقه إزاء تلك الأحداث. وأدان السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد هذه الخطوة مشيرا إلى أنها انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة. في نفس الوقت أعلنت كينيا التي استضافت اجتماع القوى الموالية للدعم السريع أنها ترفض الاتهامات بالاعتراف بهذا الكيان.
ومنذ أيام تم توقيع ميثاق تشكيل حكومة موازية تابعة لقوات الدعم السريع في العاصمة الكينية نيروبي خلف الأبواب المغلقة. وشاركت المجموعات المدنية والفصائل العسكرية في الاجتماع الذي انتهى بتوقيع الوثيقة التي تضمن تشكيل سلطة مستقلة على الأراضي السودانية التي تسيطر عليها هذه القوات. وتسببت تلك الخطوة في القلق الشديد للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والإدانة الدولية وانتقاد الحكومة السودانية الشديد.
وأسفرت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة عشرات الآلاف. كما أجبرت المعارك أكثر من 10 ملايين شخص على النزوح من منازلهم حتى إلى الدول المجاورة. ويعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات بما في ذلك الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية. ويتسبب ذلك فضلا عن وقف عمل كافة المرافق الصحية في البلاد تقريبا بسبب المواجهة في ارتفاع عدد القتلى وانتشار عدد الإصابات بالأمراض الوبائية وعلى رأسها الكوليرا. وليست المنظمات الإنسانية الدولية قادرة على تقديم المساعدة الإنسانية بالحجم الكافي لوقف اتساع الأزمة في السودان.
