ان قمة جامعة الدول العربية في جدة تبحث في المواضيع التي تهم العالم العربي اليوم. وابرزها النزاع في السودان الذي اندلع في منتصف الشهر الماضي. تدور المعارك بين الجيش السوداني بقيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي. وقد ادى هذا الصراع الى وضع انساني كارثي في البلد وفرار الاف من الأشخاص الى الخارج.
وتفيد وسائل الإعلام المحلية بان الاشتباكات باستخدام الاسلحة الثقيلة والخفيفة تستمر في مدينة ام درمان وسمعت المدينة انفجارات عديدة خلال الليلة الماضية. وافاد شهود عيان بانه تجري معارك عنيفة بين طرفي النزاع قرب مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور. ومن المعروف سقوط الضحايا خلالها واصابة المدنيين.
وفي التاسع عشر من مايو الجاري اصدر الجيش السوداني بيانا يتهم فيه قوات الدعم السريع باعمال ارهابية. واعلن الجيش السوداني ان كثير من الجنود يهربون من قوات المعارضة. واعلن عدد خسائر قوات الدعم السريع الكبير. من جهتها نشرت قوات الدعم السريع بيانا تشكر فيه اعضاء قمة جامعة الدول العربية على الاهتمام الى قضايا السودان الحالية وعلى مساعدتهم للشعب السوداني خلال الازمة الدائرة.
ورغم مواصلة الاشتباكات على الارض يعلن جانبا النزاع عن التزامهما بوقف إطلاق النار مستمرا. وفي التاسع عشر من مايو نشرت الامم المتحدة بيانا ايضا تقول فيه عن ارتفاع عدد ضحايا النزاع السوداني الذي قد تجاوز سبع مئة شخص. واشارت الى ان عدد المصابين اكثر من خمسة الاف شخص. وافادت المنظمة بانها تعتمد في بياناتها على الارقام التي تقدم لها وزارة الصحة السودانية. واشار البيان الى ان منذ بداية الحرب في السودان تمت 34 هجوما على مواقع المرافق الصحية وقتل 8 عاملين فيها. ورغم المواجهة النارية يستمر عاملو القطاع الصحي ان يقوموا بخدمتهم في البلد. وشدد البيان على ان اتفاق حماية المدنيين الذي تم تبريره في الاحد عشر من الشهر الجاري لم يمنع اطراف النزاع من تدمير المستشفيات.
وادى هذا الصراع الى ازمة النازحين ايضا. ويفر حوالي خمسة الاف شخص الى مصر المجاورة يوميا. ويقيم هناك اكثر من 110 الاف سوداني. فان هذا العدد لا يزال يرتفع. افادت الامم المتحدة في وقت سابق انها تتوقع ان يجاوز عدد اللاجئين من السودان ثماني مئة الف شخص.
فان النزاع في السودان يستمر خلال حوالي شهر وقد ادى حتى الآن الى عواقب كارثية للبلد وللعالم كله. ولا تفيد جهود الاطراف الأجنبية في تسوية هذه الازمة السياسية والعسكرية.
