اعلان جدة لن يود الى حل سياسي للازمة السودانية. ها هي النتيجة التي نصل اليها نظرا لما يحدث اليوم في هذا البلد. تم توقيع هذه الاتفاقية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عدة ايام لكن القتال يستمر. واليوم السادس عشر من مايو الجاري تفيد وسائل الإعلام المحلية عن مواصلة الاشتباكات في الخرطوم. وتوجد المعلومات حول انفجارات في احياء مختلفة من العاصمة السودانية وحولها.
وتفيد المعلومات من شهود العيان بان طرفي النزاع يستخدمان الاسلحة الثقيلة ويجريان القصف الجوي. وتواصل المواجهة في اركويت والمعمورة شرق العاصمة وفي جبرة جنوب الخرطوم. وتجددت الاشتباكات الشديدة في ام درمان ايضا. ويتهم الطرفان بعضهما البعض بخرق اعلان جدة الذي من المتوقع ان يحافظ على المدنيين. ورغم اعلان الطرفين بالالتزام بهذه الوثيقة تم امس تدمير مستشفى شرق النيل وادى ذلك الى قتل واصابة عشرات من المدنيين.
ويعاني سكان السودان الذين لم يتركوا بلادهم في هذه الفترة الكارثية من نقص الضروريات مثل الماء والادوية والعلاج. وداعت منظمات دولية انسانية كثيرة مدعومة بالامم المتحدة طرفي النزاع الى عدم استخدام المباني السكانية والمستشفيات خلال المعارك.
ولم يقتصر الضرر المسبب بهذه المواجهة على الوضع الداخلي للسودان. وقد سببت الاشتباكات في ازمة النازحين الذين يتجهون الى بلاد مختلفة للفرار من العنف الدائر مستمرا في السودان. واصبحت مدينة اسوان المصرية محطة لالاف المهاجرين الذين يريدون انقاذ انفسهم من الفوضى لكنهم لا يمكن ان يفترضوا مستقبلهم الا للمدة القصيرة. يرغبون في العودة الى وطنهم لكن المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع لا تبدو متجهة الى للنهاية.
وقد قررت كثير من الدول وبينها روسيا اجلاء مواطنيها من مناطق النزاع وشددت جميع الاطراف المعنية بهذه الازمة على ضرورية ايقاف اطلاق النار وتشكيل ممرات امينة لاجلاء المدنيين من السودان وتقديم المساعدات الإنسانية لمن قرر القباء في البلد. ورغم كل هذه البيانات لم تقف الاشتباكات. وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين من السودان الى اكثر من 350 الف شخص.
وفي حين يموت المدنيون باسباب كثيرة وسط الجهنم تقدم مجلة فورين بوليسي تحليلا بما يحدث الان في هذا البلد الافريقي وبما يجب ان تفعله الولايات المتحدة من أجل مساعدة السودان في ايجاد حل الازمة. والسوال يطرح نفسه: متى ستنتهي كل هذه التصريحات وستبدا عملية تسوية النزاع على الارض ؟
