ان الأوضاع الصحية في قطاع غوة تصبح أكثر كارثية مع استمرار القتال وانتشار وباء شلل الأطفال. وتفيد وسائل الإعلام نقلا عن منظمة الصحة العالمية بأن الحكومة الاسرائيلية وافقت على إجراء 3 هدن مؤقتة منفصلة في أماكن محددة لمدة ثلاثة أيام من أجل تطعيم أكثر من 640 ألف طفل في القطاع ضد شلل الأطفال.
ومن المتوقع أن تبدأ الهدن في الساعة السادسة صباحا وتنتهي في الساعة الثالثة مساء. وستنطلق الحملة في اليوم الأول من سبتمبر المقبل في وسط المنطقة وبعد ذلك جنوبها وشمالها. وأضافت وكالة رويترز أن حركة المقاومة الإسلامية وافقت على هذه الخطة أيضا وأكدت أنها مستعدة للتعاون مع المنظمات الإنسانية لضمان أمن الحملة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الطرفين وافقا على تمديد الهدن إلى أربعة أيام إذا اعتبرا ذلك ضروريا.
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية ريك بيبركورن أنها ستقوم بتلقيح الأطفال الفلسطينيين بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ووكالة الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا.
وتعبر المنظمات الدولية عن قلقها إزاء انتشار شلل الأطفال في قطاع غزة منذ اعلان منظمة الصحة العالمية عن الحالة الأولى من الإصابة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. واعلن مجلس الأمن الدولي خلال جلسته مساء يوم الخميس أنه يجب تمديد الهدن لان الوباء قد يتسبب في كارثة إنسانية حقيقية. كما أدان مجلس الأمن أوامر الإخلاء التي تصدرها قوات الاحتلال تسفر عن الفوضى على أراضي القطاع.
لكن رغم الإدانة الدولية يواصل الجيش الإسرائيلي المعارك مع مقاتلي حماس في جميع أنحاء غزة. وتؤكد المصادر أن قوات الاحتلال انحسبت من محيط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وتسببت الإجراءات الاسرائيلية في سقوط كثير من الضحايا وتدمير منازل المواطنين ومنشآت البنية التحتية. وتشبه هذه الأوضاع الأحداث في باقي أراضي القطاع.
واعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أن قوات بلاده تمكنت من القضاء على معظم قدرات عسكرية لحماس منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. ورجع سكان المناطق الجنوبية من اسرائيل إلى منازلهم بفضل “نجاح” الجيش وفق تعبيره. وشدد الوزير الاسرائيلي على أنه يصر على اجراء المواجهة مع حزب الله اللبناني من أجل ضمان أمن سكان شمال الدولة اليهودية أيضا. ولا تعبر السلطات الاسرائيلية عن نية لوقف النزاع في قطاع غزة او عدم توسيعه إلى الدول الأخرى.