رغم التصريحات الكثيرة لأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية عن سعيها لمواصلة النزاع حتى القضاء الكامل على حماس أفادت وسائل الإعلام مساء الثاني والعشرين من يناير الجاري نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن تل أبيب اقترحت للحركة الفلسطينية وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين مقابل إفراج كافة المحتجزين الذين يبقون في القطاع.
وأضافت مصادر وسائل الإعلام أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على مشروع هذا الاقتراح منذ عشرة أيام لكن حتى الآن لم تعلن حماس قرارها. وأكدت أن اسرائيل تنظر إلى هذه المسألة بالتفاؤل المعين. وتتوقع تل أبيب أن يعيد الفلسطينيون الأسرى وجثث القتلى الإسرائيليين خلال عدة مراحل. واقترحت اسرائيل افراج النساء والرجال الكبار السين والأشخاص الذي يحتاجون إلى المساعدة الطبية الطارئة. بعد ذلك تتوقع السلطات الإسرائيلية إعادة العسكريين وبينهم النساء والرجال وجثث القتلى. من جانبها يجب تل أبيب أن تفرج عن السجناء الفلسطينيين وسيتم تحديد عددهم مقابل كل اسرائيلي. كما من المتوقع أن يجري انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة بالتزامن مع افراج المحتجزين.
لكن الجدير بالذكر أن اسرائيل ليست مستعدة لوقف القتال على الأراضي الفلسطينية بشكل كامل او الإفراج عن كافة السجناء الفلسطينيين ويبلغ عددهم 6 الاف شخص. لكن الطرف الإسرائيلي أشار إلى أن العملية ستصبح أقل عنيفة.
وتضيف بعض وسائل الإعلام أن خلال عملية المفاوضات اسرائيل نظرت في الاقتراح لزعماء حماس ترك قطاع غزة. وأضافت المصادر أنه من المستحيل تقريبا أن تقدم تل أبيب مثل هذا الاقتراح لحماس لكنه تمت مناقشته عدة مرات. وإذا قبلت الحركة هذا الاقتراح من الممكن أن تفقد السيطرة على المنطقة وسيتعرض الزعماء لهجمات الاستخبارات الإسرائيلية.
ان الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس اندلع في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي حماس على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الأقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر 25 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. وتجاوز عدد المصابين 63 ألف شخص وترتفع هذه الأرقام باستمرار في حين يقترب عدد المفقودين إلى 7000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص. ويعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى بين جنوده يبلغ 535 شخصا.