ان الإدانة الدولية التي تواجهها تل أبيب لا تهز عزمها على اجراء العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وخلال جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هذا الهجوم سيبدأ بعد عدة أسابيع. وأضاف أنه تمت الموافقة بين أعضاء حكومة الحرب على خطة العملية في المنطقة.
في نفس الوقت اتهم نتنياهو المجتمع الدولي بتنفيذ الضغط على السلطات الاسرائيلية الجارية الحرب التي “لا احق منها” بدلا من “العدو العنيف” وهو حركة حماس وإيران الداعمة لها. واتهم الدول الغربية ب”مرض النسيان” الذي أصاب الحكومات بعد ظهور الدعوات إلى اجراء الانتخابات المبكرة في اسرائيل. واعلن نتنياهو أن لدى بلاده حق للدفاع عن نفسها من الوحوش الذين هاجموا اسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وأضاف أنه ليس ضمير لدى المجتمع الدولي. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الساسة الغربيين بدفع بلاده إلى الانتخابات التي يمكن أن تشل البلاد لتسة اشهر على الأقل.
وجاءت هذه التصريحات لنتنياهو بعد اعلان بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي عن ضرورة تعيين أعضاء الحكومة الجدد لتغيير مسار تل أبيب بالنسبة للمدنيين في غزة. وأشاروا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعمل على الحفاظ على منصبه بدلا من رعاية مصالح شعبه. وأضافوا أن اسرائيل يمكن أن تصبح دولة معزولة بسبب سياستها.
ومنذ أشهر عبرت السلطات الاسرائيلية عن استعدادها لاجراء العملية العسكرية في مدينة رفح. وتسبب هذا القرار لتل أبيب في موجة الإدانة الشديدة الدولية لانه يوجد في المدينة أكثر من 1.8 مليون مدني فلسطيني الان. وحتى الولايات المتحدة وهي الدولة الحليفة لاسرائيل تعبر عن عدم موافقتها على اراكاب تل أبيب لتلك الجريمة. وتشدد واشنطن على أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم للمجتمع الدولي حتى الآن خطة إجلاء المدنيين من مناطق المواجهة التي تعلن عنها منذ زمن.
والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض مقترحات حماس يوم الجمعة. وبعد أن فشلت جولة المفاوضات بين الطرفين التي جرت في القاهرة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة اقترحت الحركة الفلسطينية خطة وقف القتال في المنطقة. وتتكون من ثلاث مراحل تتناول تبادل الأسرى بشكل تدريجي وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان القطاع إلى جانب مشاركة الطرف الاسرائيلي في إعادة إعمار الأراضي الفلسطينية بعد إنهاء الحرب بشكل كامل. لكن تل أبيب اعلنت أن هذه المطالب لا تزال واهمة.
ولا تجبر إمكانية مقتل الاف من المدنيين الفلسطينيين الابرياء وعدم موافقة المجتمع الاسرائيلي مع سياسة حكومته بعض الدول الغربية على رفض دعمها لاسرائيل. وفي السابع عشر من مارس الجاري زار المستشار الألماني أولاف شولتس تل أبيب حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك في مدينة القدس المحتلة أكد حق اسرائيل للدفاع عن النفس أمام الارهاب.