ان الطرف الاسرائيلي لا يسرع إلى بداية المرحلة الثانية من المفاوضات مع حماس. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل إلى العاصمة الأميركية ليجري المحادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقبل مغادرته إلى الولايات المتحدة قال نتنياهو إن قرارات حكومته خلال الحرب قد غيرت الشرق الأوسط مشيرا إلى أنه سيناقشها مع الطرف الاميركي فضلا عن النصر على حماس وإعادة المحتجزين الاسرائيليين إلى بلادهم.
ومن المتوقع يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أيضا للبحث في تفاصيل مواصلة اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية. ومن المفترض أن يناقش الطرفان تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أثناء أعمال اعماره الذي اعلن عنه ترامب الأسبوع الماضي والذي أسفر عن موجة من الإدانة الدولية خاصة من قبل الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن لان الرئيس الاميركي اقترح استقبالهما لسكان القطاع. ويشار إلى أن هذه الخطة لترامب لم تفاجئ اسرائيل لانها لم تحقق الانتصار الكامل على حماس التي تواصل نشاطها في المنطقة.
ومن المعروف أن نتنياهو اجل ارسال الوفد الاسرائيلي إلى الدوحة حيث يجب أن تبدأ اليوم الاثنين الجولة الجديدة من المفاوضات حتى نهاية زيارته إلى الولايات المتحدة. وتشير بعض المصادر إلى أن نتنياهو يسعى إلى إقناع ترامب بدعم خطته لاستئناف المواجهة المسلحة في قطاع غزة. ويؤكد مسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد أن يعرف موقف الرئيس الاميركي تجاه تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مع الفلسطينيين الذي يعني انسحاب القوات الاسرائيلية بشكل كامل من غزة والهدنة المستدامة مضيفين أن موافقة ترامب على استئناف القتال قد تتسبب في عام جديد من الحرب على الأقل.
في نفس الوقت تشير التقارير الأممية إلى أن مصطلح الإبادة الجماعية ليس كافيا لوصف المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي. وتم اقتراح “الإبادة الجماعية للإناث” لان الحرب تسببت في مقتل أكثر من 17 ألف طفل و12 الف امرأة ويشكل ذلك 70 بالمائة من ضحايا النزاع. وتصف المصادر العنف ضد النساء من قبل العسكريين الاسرائيليين بجرائم الحرب.
وفي التاسع عشر من يناير الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم عقده بطرفي النزاع في قطاع غزة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حيز التنفيذ. وينص الاتفاق على ثلاث مراحل وخلال الأولى التي ستستغرق 42 يوما ستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا وهم أطفال ونساء وجرحى ومرضى. من جانبها ستطلق اسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وستبدأ عملية انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية ويسمح الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية سيتم انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وستفرج الدولة اليهودية عن الف سجين فلسطيني. وأثناء المرحلة الثالثة سيناقش الطرفان عملية إعادة الإعمار في غزة وسيتبادلان جثث القتلى.
