رغم جميع التناقضات السياسية الداخلية وإدانة الأطراف الدولية لا يعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته لترك منصبه. واعلن أنه سيبقى على السلطة في الدولة اليهودية حتى لا يعود قادرا على مساعدة بلاده في ضمان استقرارها وأمنها وازدهارها.
كما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه يفهم تراجع موقف اسرائيل على الصعيد العالمي بسبب الأحداث في قطاع غزة وأضاف أنه مستعد لقطع العلاقات مع بعض الدول إذا ساهم ذلك في نصر بلاده. وشدد نتنياهو على أنه يفضل الإدانة في وسائل الإعلام من “الرثاء الرائع”. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مقابلته مع الصحفيين إن هناك أكثر فرص لعقد اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس بعد اغتيال عدد ممن وصفهم بالعناصر المتطرفة.
من جانبه اعلن الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يترك منطق الانتقام خلال اتصالهما الهاتفي. وشدد الطرف الفرنسي على أن ماكرون وجه نفس الطلب إلى نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في وقت سابق. كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن حربا محتملة بين اسرائيل من جهة واحدة وإيران ولبنان من جهة أخرى قد تقوض الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل كامل.
لكن حتى الدول الأوروبية التي تعبر عن دعمها لتل أبيب منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي أخذت تعلن عدم موافقتها مع اجراءات قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية. وتفيد وسائل الإعلام بأن وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس اعلن يوم الخميس أن بلاده تلغي الصفة الدبلوماسية لأعضاء من السفارة النرويجية مكلفين بالعلاقات مع السلطات الفلسطينية في غضون 7 أيام. وأضاف الوزير الاسرائيلي أن هذا هو الثمن الذي سيدفعه اي طرف لاجراءات “معادية لإسرائيل”. وتشهد العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول الأوروبية وبينها النرويج وأيرلندا وإسبانيا توترا معينا بعد الاعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية في مايو الماضي.
ومن الممكن القول إن جميع هذه الأحداث تشير إلى تراجع موقف تل أبيب للمجتمع الغربي خاصة في ظل التظاهرات المتتالية التي ينظمها مواطنو الدول الغربية للتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.