في حين يناقش العالم كله الاوضاع في فلسطين المحاصرة بالجيش الاسرائيلي التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يبقى حادا. وفي الثالث عشر من أكتوبر الجاري تفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الطيران التابع للطرفين يشن الضربات الجوية على مختلف مناطق العاصمة السودانية. وتجري المعارك العنيفة في شوارع المدن الثلاث. ويقول شهود عيان إن القصف المدفعي المتبادل قد اسفر الى سقوط الضحايا واصابة كثير من المدنيين.
وادت المواجهة المستمرة لحوالي 7 اشهر الى الازمة الاقتصادية العميقة. ومن المعروف ان الموظفين خاصة في القطاع العام لم يحصلوا على رواتبهم منذ اندلاع الحرب تقريبا. ويبلغ سعر الدولار 900 جنيه سوداني. ومن الممكن بيع الدولار مقابل 840 جنيه سوداني. تسببت هذه القفزة في ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي.
اما القضايا الاجتماعية التي ادت اليها المواجهة بين الجيش والدعم السريع فاهمها وقف عمل المدارس والجامعات او جراء تدمير المباني خلال القصف الجوي او بسبب وجود النازحين داخلها. واعلن وزير التربية والتعليم بولاية الجزيرة أنه من المستحيل طلب النازحين ليتركوا مباني المدارس. لذلك لا يمكن استئناف عملية الدراسة في انحاء البلاد المختلفة.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الآن ادى النزاع الى مقتل الاف واصابة عشرات الاف سوداني. الى جانب ذلك تسبب الصراع في ازمة النازحين الهائلة لان حوالي 5 ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف الدائرة في السودان. ونحو مليون منهم تجاوزوا الحدود السودانية الى الدول المجاورة. وتظهر تقارير منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن عدد الفارين من الحرب في السودان يبلغ 5.8 مليون شخص. واضافت ان جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا يعانون من نقص الضروريات لان الخدمات الدولية لا يمكن ان تقدم لهم الغذاء والادوية والمياه جراء الظروف الامنية غير مناسبة لعملها.
ومن الممكن الافتراض أن الاوضاع الانسانية الكارثية التي ادى اليها الحصار الاسرائيلي في غزة ستفرض ضغطا كبيرا على المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية للدول المختلفة. ويمكن ان يودي ذلك الى خفض الاموال المقدمة للسودان. وقد تدفع هذه الاحداث الاوضاع الانسانية في البلاد إلى الكارثة الحقيقية. ويعلن سكان العاصمة السودانية ان الخوف المستمر اخذ يضغط قلوبهم وسط مواصلة المعارك.
