ان المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستمر ومن المستحيل الافتراض الى متى ستواصل. وتفيد وسائل الإعلام بانه يسمع دوي الانفجارات في الخرطوم. وتعلن ايضا عن تحليق الطيران الحربي وطيران الاستطلاع للجيش السوداني فوق المدينة. ويفيد شهود عيان بالقصف الجوي المكثف في ام درمان.
في نفس الوقت تصبح مخاوف انزلاق الوضع جنوب غربي دارفور الى حرب اهلية وقبلية اكثر ممكنة. وتفيد وسائل الإعلام بان الوضع يبقى كارثيا في المدن الكثيرة. ويسيطر الجيش على اجزاء الاقليم وتشرف قوات الدعم السريع اجزاء اخرى ولذلك تجري المواجهة في جميع انحائه بشكل عنيف. وتعلن السلطات المحلية عن عمليات العنف الجنسي ضد النساء والفتيات وعمليات السلب والنهب. وتدعو المجتمع الدولي إلى دفع طرفي النزاع الى وقف اطلاق النار. وفي يوم الأربعاء نشرت قوات الدعم السريع بيانا تنفي فيه اعمال العنف التي يتهمها بها الجيش السوداني. ومن جهتها اتهمت الطرف الاخر بمحاولة شيطانتها امام الشعب السوداني.
وتجري عملية المباحثات بين الطرفين مع صعوبات كثيرة. ويقوم ممثلو الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بايجاد حل سياسي للنزاع في مدينة جدة السعودية. والى جانب ذلك تحاول المنظمات الدولية ان تشارك في حل الازمة لكن طرفي النزاع يبقيان يلتزمان بمصالحهما. واعلنت وسائل الإعلام في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ان مجلس السيادة السوداني رفض مبادرة الايغاد لحل الوضع باستخدام الية الوساطة برئاسة كينيا. ووصفها بمحاولة ادخال القوات الدولية الى اراضي السودان.
وتجري المواجهة العنيفة بين الطرفين في السودان منذ الخامس عشر من ابريل الماضي. ويتبادل الجيش السوداني بقيادة الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي الاتهامات بخرق الهدن الكثيرة التي تم اعلانها خلال اسابيع الحرب لكن رغم جميع الطلبات من الدول الاخرى والمنظمات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة يواصل الطرفان القتال. وادى الصراع الى ازمة النازحين الكارثية. اكثر من مليون شخص تركوا منازلهم والنتقلوا الى اجزاء مختلفة للسودان. وعدة مئات الف سوداني قرروا ترك بلادهم الى الدول الاخرى. ويعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وخروج المستشفيات من الخدمة.
