ان الاطراف الدولية تهم بوضع المواطنين السودانيين. وفي الخامس والعشرين من أغسطس الجاري أعلنت الامم المتحدة أن جراء الحرب والجوع السودان يواجه “التدمير” بالكامل. فان المعارك العنيفة الدائرة في البلد تتسبب في اساءة الوضع كل يوم.
واكد منسق الامم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتين غريفيث ان المواجهة تعقد الاوضاع التي لديها ابعاد هائلة. فان حتى الان تسببت الحرب السودانية في مقتل حوالي 5000 شخصا لكن هذا الرقم ليس دقيقا لان جرائم الحرب ووجود المقابر الجماعية تجعل تحديد حصيلة القتلى مستحيلة. وتجاوز عدد النازحين السودانيين اربعة ملايين شخص وعدة مئة ألف منهم انتقلوا الى الدول المجاورة.
من جهتها اشارت اليونيسيف الى ان اكثر من 700 طفل يتركون منازلهم ويصبحون نازحين كل ساعة. وجراء عدم الاستقرار الغذائي واعمال العنف تعبر الامم المتحدة عن قلقها بسبب وضع الاطفال في البلد.
في نفس الوقت تواصل المعارك بين الطرفين في المناطق الكثيرة وخاصة في العاصمة السودانية. وتفيد وسائل الإعلام بان القصف الجوي المكثف يجري بين الطرفين على خط التماس في مدينة ام درمان.
اما عملية المباحثات فتجري في مدينة جدة السعودية بين ممثلي الطرفين تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية بشكل مستمر لكن لم تات بنتائج مثمرة بعد. وفي الخامس والعشرين من الشهر الجاري جددت السعودية دعوتها الى طرفي النزاع الى وقف إطلاق النار. واعلن السفير السعودي لدى السودان علي بن حسن جعفر ان بلاده تحاول ان تجد حل سياسي للأزمة في البلد. وشدد على اهمية بداية حوار شامل بين السودانيين.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجري في البلد من منتصف ابريل الماضي. ومنذ ذلك الوقت يعاني المواطنون السودانيون من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. وادت المعارك بين الطرفين إلى تدمير البنية التحتية جزئيا مما يعقد امكانية المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوداني. وخلال الوقت الاخير يعيش البلد فترة ارتفاع درجة الحرارة. وتتسبب هذه الاوضاع في تحول الظروف الانسانية في البلد الى كارثية. وفي سعيهما للقبض على السلطة في السودان لا يهتمان طرفا النواع بتداعيات هذه المواجهة الهائلة التي يمكن ملاحظتها في كل صورة تعرض في وسائل الإعلام والإنترنت.
