ان الجيش الاسرائيلي يواصل عدوانه على الأحياء السكنية شمال قطاع غزة. وتفيد وسائل الإعلام بأن قوات الاحتلال تطلق النار والقذائف المدفعية بكثافة على الأحياء السكنية في مخيم جباليا الذي تفرض الحصار عليه والمناطق المجاورة خلال 12 يوما.
وتؤكد المصادر المحلية مقتل 13 فلسطينيا على الأقل جراء الضربة الجوية الاسرائيلية على المبنى السكني غرب مدينة غزة صباح اليوم إلى جانب إصابة عدد من الاخرين. ومن المعروف أن يوم الاربعاء قصف المسيرة الاسرائيلية على شمال المدينة تسبب في مقتل وإصابة المواطنين. إضافة إلى ذلك تواصل القوات الاسرائيلية تنفيذ القصف المدفعي العنيف على مدينة بيت لاهيا شمال غزة. وتقوم طواقم الإسعاف بانتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض وفي الطرقات.
واعلنت وزارة الصحة في القطاع أن عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز 42 ألف شخص في حين يقترب عدد المصابين من 100 الف فلسطيني سريعا. وتسببت الغارات الإسرائيلية خلال اليوم الماضي في مقتل 55 شخصا إضافة إلى إصابة 329 آخرين.
وطالبت السلطات المحلية في غزة بفتح ممر آمن لإنقاذ المنظومة الصحية التي تعيش كارثة حقيقية وغير مسبوقة شمال القطاع. كما اتهمت اسرائيل بارتكاب حملة الإبادة والتوجيع على الشعب الفلسطيني. ودعمت الحكومة الفلسطينية هذه المطالب.
في نفس الوقت تفيد المصادر بأن الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع أخذت تقلق حتى واشنطن التي تمثل أهم حليف لتل أبيب. ووجه الطرف الاميركي رسالة إلى اسرائيل تنص على أن الدولة اليهودية يجب أن تتخذ خطوات عاجلة لتسهيل الأزمة الإنسانية التي تتسبب فيها الإجراءات العسكرية في غزة. وتهدد الولايات المتحدة بأنها ستقف تقديم الأسلحة لاسرائيل إذا لم تقم بتحقيق الطلب الاميركي. ومن المعروف أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد اوستن إلى جانب المسؤولين البارزين الاخرين وقعوا هذه الوثيقة التي تشير إلى أن تل أبيب يجب أن تجد حلا لهذه الازمة لان الولايات المتحدة لن تقدم لها المعدات العسكرية بعد 30 يوما من هذا الاعلان إذا لم تفعل ذلك. من جانبها اعلنت السلطات الاسرائيلية أن تهتم بالموضوع لكن على خلفية التناقضات الداخلية في الدولة اليهودية من الممكن القول إن تل أبيب قد تتجاهل هذه الدعوة.