ان قوات الاحتلال تواصل ارتكاب المجازر في قطاع غزة. وتفيد وسائل الإعلام بأن الهجوم الاسرائيلي على محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال المنطقة تسبب في مقتل 66 شخصا ومعظمهم أطفال ونساء. كما أدت الضربة إلى إصابة أكثر من 100 فلسطيني. ويقول شهود عيان إن قوات الاحتلال استخدمت الطيران الحربي والمدفعية والآليات العسكرية لتنفيذ الضربات. إضافة إلى ذلك تم إطلاق النار على مخيم جباليا.
ومن المعروف أن طواقم الإسعاف لا تزال تعمل في مكان المجزرة بل قدراتها مقتصرة للغاية بسبب تعرض المناطق الشمالية من غزة للهجمات الاسرائيلية المكثفة لأكثر من شهر. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن عملية الإنقاذ تستمر في حين اعلنت إدارة مستشفى كمال عدوان أن المسعفين يقومون بانتشال الجرحى ومعالجتهم. ويشار إلى أن عدد المفقودين هائل ويواصل أكثر من 200 شخص عملية البحث عنهم. ويؤدي انهيار النظام الصحي في المنطقة الذي أسفرت عنه الهجمات الاسرائيلية المستمرة إلى عدم قدرة الخدمات الصحية على توفير المساعدة للجميع.
في نفس الوقت تسبب هجوم جيش الاحتلال على مدينة غزة في مقتل 22 شخصا على الأقل وبينهم 10 أطفال. وتفيد وسائل الإعلام الفلسطينية بأن الطيران الحربي إلى جانب المدفعية والآليات العسكرية نفذ قصفا جويا على المنزل السكني جنوب المدينة.
إضافة إلى ذلك تشير المصادر إلى مقتل 3 فلسطينيات في مخيم النصيرات وسط القطاع جراء الغارة على المنزل في محيط مستشفى العودة.
ويبقى الوضع الانساني في قطاع غزة كارثيا مما دفع الأمم المتحدة إلى تجديد مطالبها باتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لهذه الأزمة. لكن رغم جميع هذه الاعلانات تواصل الولايات المتحدة أن تدعم اسرائيل في هذه الحرب. وفي العشرين من نوفمبر الجاري استخدمت واشنطن حق النقض خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار وقف إطلاق النار الفوري في غزة. وصوت 14 من أصل 15 عضوا للمجلس لصالح القرار. وتحبط الولايات المتحدة مثل هذه المشاريع للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب على غزة. واعلن الطرف الاميركي أنه قام بتلك الخطوة لانه يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار دون إفراج المحتجزين الاسرائيليين غير معقول ومشجعا لحماس على مواصلة تنفيذ الضغط على المجتمع الدولي. وعلى خلفية مواصلة تقديم الدعم العسكري والمالي من الولايات المتحدة لإسرائيل من الممكن القول إن النزاع في غزة لا يقترب من نهايته.