أكدت الأمم المتحدة استمرار المناقشات بين ممثلي طرفي النزاع في السودان. وأفادت بأن المفاوضات تجري بوساطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة. واعلن كلا الطرفين في وقت سابق أنهما مستعدان لإطلاق المناقشة.
وبعد فشل المفاوضات في جدة التي استمرت عدة أشهر بوساطة واشنطن والرياض ينظر الكثير إلى هذه المبادرة بالأمل الشديد.
وبعد أكثر من عام من الاشتباكات يعاني البلد من المجاعة الشديدة. وتفيد وسائل الإعلام بأن التقرير الذي تم إصداره بالمرصد السناري لحقوق الإنسان يشير إلى أن مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية خرجت من الخدمة بسبب بسط سيطرة قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية سنار في يونيو الماضي. ويصر التقرير على أن الأوضاع قد تصبح كارثية في أقرب وقت لان هذه الولاية تقوم بدور فاعل في الزراعة السودانية.
من جهتها تعبر منظمة الصحة العالمية باستمرار عن ادانتها لاستهداف المرافق الصحية في السودان. ويعلن تقريرها أن عدد الهجمات على منشآت الرعاية الصحية ازداد بكثير خلال الأسابيع الماضية. واعلنت المتحدثة باسم المنظمة أنه هناك دلائل لوقوع 82 هجوما على الخدمات الطبية منذ اندلاع المواجهة. ووجهت الدعوة إلى سلطات السودان وتشاد إلى إبقاء معبر ادري على الحدود بين البلدين مفتوحا لسماح تقديم المساعدات الإنسانية للسودانيين لان هذه الإمدادات قد تنقذ حياة عدة الاف شخص خاصة في منطقة شمال دارفور. ووصفت هذا المعبر بالأهم للحفاظ على أرواح السودانيين.
ان الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجري في البلاد منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023. وأسفرت المواجهة عن مقتل عشرات الآلاف وإصابة آخرين كثيرين إلى جانب الأزمة الانسانية الشديدة بسبب توسيع المجاعة والأمراض الوبائية. كما تسبب الصراع في فرار عدة ملايين من السودانيين من منازلهم وتجاوز عدد كبير منهم الحدود إلى الدول المجاورة. وفي ظل مواصلة الحرب على غزة من الملحوظ خفض اهتمام العالم بالأوضاع في السودان. وإلى جانب نزاع السلطات السودانية مع ممثلي الأمم المتحدة الذين تعتبرهم مسؤولين عن اندلاع الحرب في البلد لا يبدو الصراع في السودان قريبا من نهاية.