ان مصر تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية لغزة عبر معبر رفح الواقع على الحدود مع فلسطين وتستضيف النازحين الفلسطينيين على أراضيها. لكن اقتراب المعارك بين الجيش الاسرائيلي وحماس تثير قلق القاهرة. وفي الخامس عشر من فبراير الجاري أفادت وسائل الإعلام الغربية بأن مصر أخذت تبني جدارا على الحدود مع قطاع غزة.
وتضيف مصادر وكالة نيويورك تايمز بناء على الصور من الأقمار الصناعية أن العملية بدأت في الخامس من الشهر الجاري لكن السلطات المصرية تبذل كل ما في وسعها لضمان سريتها الكاملة. ومن المتوقع أن يطول الجدار ل5 كم وتفترض وسائل الإعلام أن الجيش المصري قرر تنفيذ هذه العملية. وقد يشير هذا القرار إلى تغيير موقف القاهرة تجاه النازحين الذين يتجاوزون الحدود المصرية إلى سيناء باحثين عن الانقاذ من الأزمة في غزة.
ومنذ بداية الحرب في غزة تعلن القاهرة أن هذه المواجهة تهز الأوضاع في المنطقة كلها وتدعو إلى وقف إطلاق النار كما تقوم بدور الوسيط في عملية التفاوض بين الطرفين.
في نفس الوقت تواصل قوات الاحتلال دفع سكان غزة إلى الحدود المصرية وتجري المعارك مع مقاتلي حماس في المناطق الجنوبية من القطاع. وبعد تدمير مستشفى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المخصص لعلاج أمراض العين يوم الخميس أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن عدد الضحايا للعدوان الاسرائيلي يقترب من 29 ألف شخص في حين يتجاوز عدد المصابين 68 الف فلسطيني. وأضافت أن المعارك تسببت في تدمير 70٪ من البنية التحتية في المنطقة و84٪ من المرافق الطبية. وأكدت أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين الان.
ومنذ أسبوعين حاصر جيش الاحتلال مجمع ناصر في مدينة خان يونس واصر على اخلائه من المرضى والأطباء بشكل سريع. وفي السادس عشر من الشهر الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن انقطاع التيار الكهربائي في المبنى بسبب الهجمات الاسرائيلية أدى إلى مقتل ثلاثة أمراض. فضلا عن ذلك احتجز العسكريون الاسرائيليون نحو 400 شخصا وبينهم المرضى والنازحون في المبنى القديم للمستشفى.
ويتسبب هذا التصرف الاسرائيلي في الاحتجاجات الكثيرة في الدول المختلفة التي تعبر عن دعم سكانها لفلسطين. وتفيد وسائل الإعلام بأن البريطانيين ينظمون التظاهرات ويدينون حكومة ريشي سوناك لتأييد تل أبيب. وتجري الاحتجاجات في الأردن والعراق واليمن حيث يعبر المتظاهرون عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني.
