ان الحرب التي تدور في السودان لأكثر من عام تتسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين باستمرار. وتحاول الأطراف الدولية دفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات. وتفيد وسائل الإعلام بأن المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة بشأن وقف النزاع في السودان يجب أن تطلق في سويسرا في الرابع عشر من الشهر الجاري حتى إذا قرر الجيش عدم المشاركة فيها. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات لمدة 10 أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية ومراقبة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة.
واعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو أن الولايات المتحدة حصلت على موافقة قوات الدعم السريع غير المشروطة على المشاركة في الاجتماعات في حين شدد الجيش السوداني على أنه يجب تحقيق اعلان جدة بدلا من إجراء محادثات جديدة. وشدد بيرييلو على أن محادثات جنيف من المتوقع أن تصبح إمدادا لمنبر جدة.
من جانبه اعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يوم الثلاثاء ان طريق بلاده للسلام واضح ويجري عبر تحقيق اتفاق الجيش والدعم السريع المبرر في جدة مايو عام 2023. وأضاف البرهان خلال خطابه بذكرى 70 عاما من تأسيس الجيش السوداني ان القوات المسلحة تعمل منذ اندلاع الحرب على الحفاظ على الوحدة الوطنية في السودان إلى جانب إحباط أكبر مؤامرة في تاريخ البلاد. كما اعلن أن الجيش يسعى إلى تحقيق حقوق الشعب السوداني المشروعة بضمان الأمن والاستقرار والقضاء على العدوان الغادر مهما بلغ حجم التضحيات وفق تعبيره.
ان الأوضاع الانسانية في السودان تبقى كارثية منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في الخامس عشر من أبريل عام 2023. وإلى جانب المعارك يجب الشعب السوداني أن يواجه الكوارث الطبيعية الهائلة. وتفيد المصادر بأن السيول في المناطق الشمالية من البلاد تسببت في مقتل العشرات وإصابة المئات فضلا عن تدمير الاف المنازل. ووفقا للتقارير الأممية فان أزمة الأطفال في السودان أصبحت الأكبر من نوعها في العالم على خلفية نزوح خمس مواطني البلاد من منازلهم بسبب استمرار الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع. ونظرا لمواصلة المواجهة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة من المستحيل القول إن الشعب السوداني يحصل على الحجم اللازم من المساعدات الإنسانية في حين يعيش في أسوأ الظروف في العالم تقريبا.