ان القوات الاسرائيلية لا تزال ترتكب مجازر عنيفة على المواطنين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة. وتفيد وسائل الإعلام نقلا عن وزارة الصحة بأن جيش الاحتلال ارتكب اليوم الخميس مجزرة هائلة في مخيم جباليا شمال غزة.
وتضيف أن القوات الإسرائيلية قصفت مدرسة أبو حسين التي تؤوي النازحين في المخيم بصاروخين. وتسببت الضربة في مقتل 22 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين وبينهم أطفال. وأفادت المصادر الطبية بأن طواقم الإسعاف لا تستطيع أن تصل إلى مكان الحادث. كما أكدت أن قدرات التخصصات الطبية ليست كافية لعلاج جميع المصابين مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى المنطقة منذ 13 يوما حيث أطلق الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية فيها وفرض الحصار عليها.
وتفيد المصادر المحلية بأن 400 ألف فلسطيني يعانون من التجويع والتهجير القسري جراء الإجراءات الإسرائيلية شمال غزة. وتسببت الهجمات على المواطنين أثناءها في مقتل نحو 400 شخصا وتبقى بعض الجثث في الشوارع لان سيارات الإسعاف تتعرض لخطر الاستهداف حين تحاول انتشالها. كما تشير إلى أن عددا من القتلى يبقون تحت الأنقاض لان قوات الاحتلال قصفت المنازل على رؤوس ساكنيها.
في نفس الوقت تفيد بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن حزب الليكود الذي يترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط إجراء مؤتمر قرب حدود قطاع غزة الأسبوع المقبل لتشجيع الاستيطان شمال القطاع. ومن المعروف أن كبار المسؤولين الاسرائيليين سيحضرون هذا المؤتمر. وتشدد المصادر على أن هذا الاجتماع يعني تجديد الإجراءات الاستيطانية شمال غزة التي تدعمها الحكومة الاسرائيلية إلى جانب الشعب اليهودي.
ولا تبدو السلطات الاسرائيلية مستعدة لوقف النزاع في قطاع غزة او قلقة بسبب مصير الفلسطينيين الذين يعانون من الأمراض والجوع الشديد خلال أشهر. واعلن برنامج الأغذية العالمي أن المنظمة ستصبح غير قادرة على تقديم المساعدات الغذائية للفلسطينيين بعد أسبوع ونصف. وأضاف الممثل الرسمي للبرنامج أن حجم الأغذية التي يمكن أن توزعه بين المواطنين الان غير كافي. وشدد على أن الأوضاع الكارثية شهدت تدهورا واسعا في الأسبوعين الماضيين اذ أطلقت اسرائيل عملية عسكرية كبيرة في شمال غزة وقطعت سبل وصول المساعدات إلى المنطقة. وعلى خلفية الأخبار عن عدم سعي الولايات المتحدة إلى وقف تقديم الأسلحة لإسرائيل قبل أن تقوم بخطوات ملموسة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة من الممكن انتظار انتشار الجوع في القطاع فيما بعد.