ان جرائم اسرائيل في قطاع غزة تصبح أكثر عنيفة كل يوم. ومساء اليوم التاسع والعشرين من فبراير الماضي أطلق العسكريون الاسرائيليون النار على المدنيين الذين حضروا إلى مكان توزيع المساعدات الإنسانية شمال مدينة غزة. وتسببت الضربة في مقتل 112 شخصا وإصابة أكثر من 800 آخرين. ولا تزال وزارة الصحة في غزة تقدم أعدادا جديدة لضحايا المجزرة.
لكن اسرائيل التي اعلنت في وقت سابق أن عسكرييها حاولوا وقف الأشخاص الذين اتجهوا إلى نهب الإمدادات وتسبب الاحتشاد في إصابة بعض العشرات نفت إطلاق النار عليهم. بعد ذلك أكد الجيش الاسرائيلي أن المدنيين اصيبوا تحت عجلات الشاحنات. وأفادت بعض وسائل الإعلام بأن الفلسطينيين احتشدوا وبدؤوا التوجه إلى العسكريين الاسرائيليين. ونهائيا اعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال دانيال هغاري أن الاسرائيليين نفذوا عدة طلقات التحذير ليهدئ الأشخاص وبعد ذلك تراجعوا بالخطر لحياتهم.
من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن هذه المجزرة لن تبقى دون رد فعل. وأضافت أن الشعب الفلسطيني سيواصل مواجهته مع الاحتلال الإسرائيلي حتى الحصول على العودة إلى أراضيه والحرية. وشددت على أن محاولات اسرائيل لمنع المؤمنين من الوصول إلى مسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان ستؤدي إلى التصعيد الإضافي.
وأجرى مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بناء على طلب الجزائر لمناقشة هذه الجريمة خلال الليلة الماضية. لكنه اعلن مصدر أممي أن الولايات المتحدة منعت المجلس من إصدار بيان ينص على قلقه بسبب المجزرة. وأضاف المصدر أن الطرف الاميركي رفض حتى الاعتراف بانه تم مقتل المدنيين. وشدد نائب المندوبة الاميركية روبيرت وود على أن المجلس ليست لديه كافة دلائل. وأضاف أن الأجهزة الدولية يمكن الا تحصل على جميع المعلومات عن هذه الأحداث ابدا.
ووصف المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور خلال مقابلته مع الصحفيين هذه الأحداث بجريمة معتمدة لان جنود اسرائيل أطلقوا الرصاص على رؤوس الفلسطينيين. وأضاف أن صمت مجلس الأمن واستخدام حق الفيتو لبعض الأطراف يتسببان في مقتل الفلسطينيين. ودعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار عن ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع على الفور.
في حين عبرت تركيا وكندا عن ادانتهما لأفعال جيش الاحتلال وهجماته المستمرة على المدنيين في غزة اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة لا تعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولا عن هذه الأحداث. أما الطرف الياباني فلم يعلق المجزرة مباشرة لكنه أكد حق اسرائيل للدفاع عن نفسها باستخدام وسائل مناسبة. وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إنه يعتبر اجراءات تل أبيب في غزة الإبادة الجماعية. وأضاف أن المجتمع الدولي يجب ان يضع حدا لجرائم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
