ان المحكمة الدولية في لاهاي تعقد الجلسة للنظر في اتهام جنوب أفريقيا ضد تل أبيب باجراء الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة. وتشارك لجنة القضاة في الجلسة إلى جانب وفدي اسرائيل وجنوب أفريقيا. ومن المقرر ان تجري الجلسات في الحادي عشر والثاني عشر من يناير الجاري.
واتهم جنوب أفريقيا اسرائيل بتحويل ردها العسكري على هجوم حماس إلى تقويض الشعب الفلسطيني. وتطلب الدولة الافريقية بوقف إطلاق النار في المنطقة فورا. ويؤكد الطرف الافريقي أن منذ بداية المواجهة بين اسرائيل وفلسطين عام 1948 تل أبيب تنفذ اجراءات الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني وتخترق حقه لتقرير مصيره.
وأكد جنوب أفريقيا أن اسرائيل تسعى إلى انتشار الجوع ونقص المياه في قطاع غزة. لذلك تمنع تل أبيب تقديم الغذاء والماء والوقود والأدوية للمدنيين في المنطقة. فضلا عن ذلك اتهم جنوب أفريقيا اسرائيل بوصف الشعب الفلسطيني ب”الحيوانات البشرية” لتقوم بالقضاء عليهم. واعلن ان هذا الخطاب يؤكد اجراءات تل أبيب المتجهة إلى تقويض الطبيعة البشرية للفلسطينيين. ومقارنة حماس بالدولة الإسلامية تقدم للسلطة الاسرائيلية فرصة لمكافحتها بالوسائل غير القانونية.
وتجري التظاهرات قرب مبنى المحكمة منذ أيام لتعبر عن الدعم لكلا الطرفين. واكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في وقت سابق أن أنقرة تدعم موقف جنوب أفريقيا بشكل كامل. من جهتها اعلنت الولايات المتحدة انها لا ترى بوادر الابادة الجماعية في اجراءات اسرائيل في غزة.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن قطر تحاول دفع السلطات الإسرائيلية إلى عقد صفقة جديدة مع قيادة حماس. وتعلن مصادر القناة الاسرائيلية المقربة من الدوحة أن الصفقة تتناول بعض مراحل إفراج المحتجزين الاسرائيليين الذين قبضت عليهم حماس مقابل سماح تل أبيب لقادة الحركة على ترك قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار. وتناقش السلطات الاسرائيلية تفاصيل هذا الاتفاق لكنه من المعروف أن تل أبيب تعارض بشدة انسحاب قوات الاحتلال من غزة بعد نهاية الحرب. ولم يقدم اي طرف التعليقات حول امكانية عقد صفقة بين الطرفين بعد قتل الجيش الإسرائيلي لاحد قادة حماس.
ان الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس اندلع في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي حماس على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الاقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر 23 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. وتجاوز عدد المصابين 60 ألف شخص وترتفع هذه الأرقام باستمرار في حين يقترب عدد المفقودين إلى 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص. ويعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى بين جنوده يبلغ 520 شخص.
