ان الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تواصل بشكل عنيف في جميع أنحاء البلاد خاصة في العاصمة السودانية. ويعلن شهود عيان ان القصف الجوي المكثف يجري في مدينة ام درمان.
وخلال اكثر من خمسة أشهر ضررت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اقتصاد البلد بشكل هائل. يبقى معظم السودانيين دون الرواتب اثناء هذه الفترة الكاملة خاصة موظفو الموسسات الحكومية. في الوقت الاخير نشرت وسائل الإعلام السودانية المعلومات ان محصول البلح تحت الخطر جراء مواصلة المعارك. ويسمى الخبراء هذا الوضع ب”تفكيك الصناعة”. فان ايلول يعتبر موسم محصول البلح وامل المزارعون ليحصلوا على المحصول الكبير هذا العام.
وعلى خلفية المواجهة المسلحة يستمر ما يسمى ب”حرب الجنرالين” وهي الصراع بين قائد الجيش السوداني وهو رئيس مجلس السيادة الفريق الاول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي. ويحاول كل منهما ان يرفع شعبيته وتعزيز موقف قواته على الصعيد الدولي. وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري هنا البرهان الشعب السوداني والامة الإسلامية والعربية بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
ان المعارك العنيفة بين الجيش والدعم السريع التي اندلعت في منتصف ابريل الماضي تسببت في مقتل الاف واصابة عشرات آلاف. الى جانب ذلك ادى النزاع في السودان الى ازمة النازحين. وتجاوز عدة مئة ألف شخص الحدود السودانية الى الدول المجاورة. والجزء الاكبر منهم يسعى الى العودة الى وطنهم لانهم لا يمكن مواصلة حياتهم في هذه الدول. اما السودانيون الذين يبقون في البلد فيعانون من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. وتفيد وسائل الإعلام بأن المعارك تسببت في الحريق في مباني احدى جامعات العاصمة السودانية. ومن المشكوك فيه أن الدراسة ستستانف في اقرب وقت.
الى جانب ذلك اكد وزير الصحة السوداني هيثم ابراهيم في يوم الاربعاء أن المواجهة المسلحة بين الطرفين ادت الى انتشار الامراض بشكل وبائي. واضاف ان الوزارة سجلت كثيرا من حالات اصابة الناس بالكوليرا والضنك والملاريا. واكد ان الدول الافريقية تعاني منذ بداية العام من عدة امراض وبائية. وقال ان الوزارة تتوقع ان يصبح موسم الخريف صعبا للشعب السوداني.
واعلنت وسائل الإعلام العربية أن الفيضانات ادت الى مقتل 11 شخصا في ولاية نهر النيل شمال البلد. وتسببت الامطار الشديدة في السيول في المنطقة. ويمكن القول ان الشعب السوداني يعاني من المواجهة المسلحة في البلد ومن الكوارث الطبيعية.