ان طرفي النزاع السوداني يستخدم كل ما في وسعها لاقناع شعب البلد والعالم كله في استعدادهما للتعاون من اجل وقف المواجهة المسلحة. وفي الثامن والعشرين من الشهر الجاري نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو حيث يلقي قائدها الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي كلمة امام اعضاء مجموعته. واعلن حميدتي ان قواته مستعدة لوقف المواجهة خلال 72 ساعة اذا تم تغيير قيادة الجيش السوداني. وبعد اتهام قادة الجيش بالاتصالات مع النظام السوداني السابق عبر الفريق عن عذر عناصره امام الشعب السوداني. واضاف ان قواته تريد السلام
فان الوضع الانساني كارثي في السودان الان. وتفيد وكالة الحدث بان عدد القتلى في العاصمة السودانية اكثر من مثلين من الرقم المعلن. وبسبب الهجمات المميتة التي اصبحت شيء عاديا للمدينة. ووسط الظروف غير الانسانية حيث لا تعود المستشفيات تعمل بسبب نقص الادوية والكهرباء يبقون الناس مع امراضهم وجروحهم دون الرعاية الطبية. ومن المعروف ان المقابر الجماعية توجد في جميع أنحاء البلاد. وبناء على التقارير الكثيرة اطلقت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا لجرائم الحرب الدائرة في السودان. لكن الاكراف الأجنبية وعلى راسها الامم المتحدة لا يمكن ان تقدم المساعدات الإنسانية بسبب انهيار الطرق اللوجستية اثناء المعارك العنيفة بين الطرفين.
فان الوضع في الخرطوم يصبح اكثر تدهورا كل يوم. وجراء ذلك اعلنت وزارة الخارجية الروسية في الثامن والعشرين من يوليو الجاري عن قراراها لنقل السفارة الروسية الى مدينة بورتسودان. واضافت أن قوات الدعم السريع والجيش السوداني ضمن سلامة اعضاء الديبلوماسيين الروس خلال هذه العملية.
ولا يمكن القول ان عملية المباحثات بين الطرفين لا تجري تماما.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل الماضي جراء محاولة اجراء الانقلاب العسكري. واضافة الى معاناة الشعب السوداني تسبب هذا النزاع في ازمة النازحين التي تشكل صعوبات كثيرة للدول المجاورة. وتعلن هذه الدول ان حوالي ثماني مئة ألف شخص تجاوزوا حدودها وانها لا تستطيع ان تقدم المساعدات المطلوبة بكافة النازحين.
ورغم جميع هذه الاحداث من المستحيل تقريبا ايجاد بوادر النهاية في هذا الصراع الهائل.
