رغم انه دخل امس الاثنين اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ اصوات المواجهة لا تزال تسمع في الخرطوم. ويمكن سماع اصوات المعارك والقصف الجوي وتحليق الطائرات فوق المدينة. وتستمر المواجهة في الاجزاء الشمالية للعاصمة السودانية وقربها. واعلن شهود عيان انهم سمعوا اصوات المعارك في ام درمان وبحري. وتفيد وسائل الإعلام بان المعارك تجري بين الطرفين في مدينة الابيض في ولاية شمال كؤدفان.
اتفق الطرفان يوم السبت على الهدنة التي ستستمر اسبوعا كاملا لسماح المدنيين للحصول على المساعدات الإنسانية. وقد بدات الهدنة مساء يوم الاثنين. وان هذه الهدنة هي الاولى التي وقعها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رسميا. وجرت عملية المفاوضات بمراقبة السعودية والولايات المتحدة.
ورغم ذلك نشرت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي الذي شكر الاطراف الأجنبية على مساعدتها في تسهيل الوضع الانساني في البلد. وبعد ذلك شجع قواته على استمرار المواجهة حتى النصر او حتى الشهادة.
من جهتها اعلنت الامم المتحدة انها ترحب هذه الخطوة رغم استمرار المواجهة. لكن المبعوث السوداني لدى الامم المتحدة معاوية التوم اعلن ان الوضع الامني في البلد الان ليس مناسبا لاستقبال موظفي الامم المتحدة او البعثات الدبلوماسية حفاظا على سلامة السياسيين الاجانب. واشار الى ضرورة مغادرة السفارات والبعثات الاممية من مناطق النزاع. ورفضت السلطات السودانية منح التاشيرة لدخول البلاد للبعثة الاممية برئاسة فولكر بيرتس. كما اعلنت وسائل الإعلام المحلية نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية السودانية فان الى جانب ضمان الامن للسياسيين والديبلوماسيين الاجانب اتخذت السلطات السودانية تلك الخطوة من اجل منع القوى الأجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
وقد ادى هذا النزاع الذي يستمر خلال عدة أسابيع الى مقتل اكثر من 700 شخص واصابة حوالي 5500 شخص ومعظمهم من مدينة الخرطوم. وتسبب الصراع السوداني في ازمة النازحين ايصا. ويفرون الناس من مدينة الى مدينة داخل البلاد بسبب تدمير منازلهم والى الخارج من اجل انقاذ انفسهم من المعارك. وقد بلغ عدد النازحين من السودان 90 الف شخص. ولا يقف الصراع الذي ادى الى الكارثة الانسانية الحقيقية ولا يظهر بوارد النهاية.