ان قوات الدعم السريع لا تزال ترتكب مجازر في جميع أنحاء السودان. وتفيد وسائل الإعلام بأن والي ولاية كردفان الواقعة وسط البلاد محمد آدم جايد ان الهجوم على بلدة الزعفة غرب الولاية تسبب في مقتل 76 مدنيا إضافة إلى إصابة عشرات آخرين. وأضاف أنه لا توجد قوات الجيش او اي فصائل مسلحة أخرى في المنطقة.
كما من المعروف أن الهجوم أسفر عن موجة النزوح بين سكان المنطقة في حين يبقى عدد كبير من القتلى في الشوارع. وتتهم المصادر الطبية في الولاية قوات الدعم السريع بارتكاب هجمات متتالية على المدنيين.
في نفس الوقت تواصل قوات الدعم السريع تنفيذ الهجمات على مدينة الفاشر وهي عاصمة ولاية شمال دارفور إلى جانب مخيمي زمزم وأبو شوك في محيطها. وتفيد وسائل الإعلام بأن الهجوم الواسع النطاق على مخيم زمزم الذي أوى نحو مليون شخص أدى إلى اخلائه بشكل كامل تقريبا. وتشير تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن المنطقة تعرضت للقصف المدفعي العنيف من قبل الدعم السريع مما أسفر عن مقتل مئات من المدنيين وبينهم 12 موظفا لمنظمات الإغاثة. وتؤكد المصادر المحلية أن الهجمات على المدنيين تسببت في مقتل 11 شخصا وإصابة 35 آخرين على الأقل خلال الأيام الماضية إضافة إلى موجة النزوح. ومن المعروف أن قوات الدعم السريع تمنع باقي سكان مخيم زمزم من المغادرة على خلفية تدمير البنية التحتية الحيوية فيه.
من جانبه أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أن قواته لا تزال تعمل طرد الدعم السريع من كافة الأراضي السودانية. كما شدد خلال خطابه في ولاية سنار على أن الطارئين واستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى عناصر الدعم السريع لا مستقبل لهم في البلاد. وعبر عن استعداد قواته لمواصلة القتال حتى النصر والقضاء الكامل على التمرد خاصة في مدينة الفاشر المملوءة بمن وصفهم بالمرتزقة والمأجورين مضيفا أن الشعب السوداني يرغب في ذلك. ومن المعروف أن السلطات السودانية اتهمت المجتمع الدولي بعدم التضامن مع الشعب السوداني.
ان الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة وفقدان عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية على خلفية تدمير معظم المرافق الصحية أثناء المواجهة. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم الحرب الكثيرة ولذلك من المستحيل تحديد عدد القتلى جراء المعارك حتى الآن. ولا يمكن المنظمات الإنسانية أن تقدم المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب إلى السودان وإزاء ذلك يصبح الوضع الصحي أكثر تدهورا كل يوم. ومع استمرار المعارك في جميع أنحاء السودان وخاصة دارفور وكردفان من الممكن انتظار ارتفاع عدد الضحايا لتلك الحرب.
