ان الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال جارية في جميع أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن 10 أشخاص على الأقل تلقوا حتفهم إلى جانب إصابة آخرين خلال المعارك بين الطرفين في مدينة الفاشر وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. ويقول شهود عيان إن الجيش والمتمردين تبادلوا القصف المدفعي العنيف في المدينة غرب البلاد.
وتشير المصادر إلى أن قوات الدعم السريع استهدفت ضرباتها الجوية على المناطق السكنية ولم ينتظر السكان هذه الهجمات المكثفة التي امتدت لأكثر من نصف ساعة. وتسبب الهجوم في موجة من الرعب والفزع. وتضيف المصادر أن معظم الضحايا هم الأطفال والنساء. ووصفت حكومة الإقليم هذه الهجمات بجريمة مروعة وإرهابية استهدفت المدنيين الابرياء. وبذلك يزداد عدد جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الدعم السريع منذ بداية المواجهة مع الجيش.
ويفيد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع وجهت إلى عناصرها طلبا بالخروج من منازل المواطنين والمساجد والمرافق الصحية في ولاية الجزيرة. والجدير بالذكر أن المدنيين والقوات السودانية المسلحة اعلنت عدة مرات عن استخدام مقاتلي الدعم السريع للمنشآت المدنية للأهداف العسكرية.
واعلنت منظمة الصحة العالمية أن ثلثي السودانيين لا يتقلون الرعاية الصحية اللازمة. كما تشير تقارير المنظمة إلى أن الاف سكان البلاد يواجهون المجاعة الشديدة بسبب مواصلة الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل عام 2023 بعد محاولة تنفيذ الانقلاب العسكري. ووجه مدير المنظمة الدكتور تيدروس غيبريسوس طلبا إلى مجلس الأمن الدولي بالمساعدة في إيجاد حل سلمي ودائم للازمة السودانية يساهم في وقف معاناة الشعب في البلاد. ومن المعروف أن أغلبية أعمال الإغاثة وقفت في السودان جراء استمرار العنف غير المسبوق في الذاكرة الحديثة.
ويزيد الطقس معاناة الشعب السوداني. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية أصدرت بيانا تقول فيه إنها تتوقع استمرار هطول الأمطار بكميات متفاوتة في جميع أنحاء السودان في أقرب وقت. وقد يؤدي ذلك إلى السيول الشديدة في المناطق السكنية. وشدد بيان الهيئة على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة على كافة المستويات من أجل حماية المدنيين. وتشير المصادر إلى أن السلطات المحلية تقوم بإجراءات إضافية للاستعداد لنتائج الأمطار الغزيرة خاصة في ولاية كسلا.