ان العالم يناقش مصير أراضي قطاع غزة في ظل مواصلة العدوان الإسرائيلي عليها. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه يرفض خطة اسرائيل للسيطرة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وأضاف أن المنظمة لن تشارك في أي عمليات لا تتناسب مع مبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.
كما أشار غوتيريش إلى أن قبول الأمم المتحدة لمثل هذه الاقتراحات قد يؤدي إلى تقييد إيصال المساعدات المطلوبة إلى المدنيين بلا رحمة. وقال إنه لم يتم تقديم أي شيء من المساعدات إلى غزة منذ استئناف القتال في مارس الماضي مشددا على أن المدنيين يعانون من نقص الأغذية والوقود والأدوية.
وردا على تلك التصريحات لغوتيريش أعلنت اسرائيل أن هناك لا يوجد نقص المساعدات الإنسانية في غزة نافية اتهامات الأمم المتحدة بعدم التزامها بضمان الأمن الإنساني للمدنيين. وينص بيان وزارة الخارجية الاسرائيلية على أن أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت أراضي القطاع منذ استئناف الحرب متهما الأمين العام للمنظمة باستخدام الخطاب المعادي لإسرائيل. والجدير بالذكر أن هذه الإعلانات الاسرائيلية تخالف الأخبار الكثيرة عن عدم إيصال المساعدات إلى غزة.
ومن المعروف أن اسرائيل اقترحت في السادس من الشهر الجاري إيصال الإمدادات إلى غزة عبر معبر واحد وهو كرم أبو سالم. وتنص الخطة على أن الدولة اليهودية ستقوم بتفقد الأشياء المقدمة إلى القطاع وسيتم توزيعها بين المراكز اللوجستية. كما اقترحت تل أبيب إجراء تدقيق هويات جميع المقاولين وموظفي المنظمات الدولية إضافة إلى مراقبة استهلاك السعرات الحرارية لمنع حماس من الإساءة.
في نفس الوقت تناقش الدول الكثيرة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اقترح تهجير الفلسطينيين من غزة لفترة إعادة إعمارها التي ستستغرق أكثر من 10 أعوام. وعلى خلفية رفض الدول المختلفة وعلى رأسها العربية لهذه الفكرة تفيد وسائل الإعلام بأن الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو أشار اليوم الأربعاء إلى أن بلاده مستعدة لاستقبال مؤقتا الفلسطينيين من غزة. وأضاف أن اندونيسيا تسعى إلى اجلاء الجرحى والمصابين من منطقة الحرب.
وفي الثامن عشر من مارس الماضي استأنف الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربات على كافة مناطق قطاع غزة. كما تجري قوات الاحتلال عملية برية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية وخاصة شمالها وجنوبها. وتسبب هذا العدوان الإسرائيلي في مقتل أكثر من ألف فلسطيني في المنطقة إضافة إلى إصابة الآلاف. وبذلك تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة 50 الف شخص. وتم عقد اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس في التاسع عشر من يناير الماضي. وكانت الحركة الفلسطينية من المتوقع أن تفرج عن المحتجزين الاسرائيليين في حين كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب من الأراضي الفلسطينية وصمان تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع. لكن السلطات الإسرائيلية قررت استئناف القتال مما أدى إلى الإدانة الدولية الشديدة.
