ان السلطات الإيرانية غاضبة للغاية بتنفيذ الضربة الصاروخية التي قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على اراضيها. وتفيد وسائل الإعلام بأن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمر بتنفيذ الضربة المباشرة على الأراضي الاسرائيلية ردا على إطلاق صاروخ تجاه إيران.
وتشير المصادر إلى أن خامنئي أجرى صباح اليوم الحادي والثلاثين من الشهر الماضي جلسة طارئة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حيث شدد على ضرورة تنفيذ رد على الهجوم الاسرائيلي. ولم تحدد أماكن استهداف الضربات المحتملة او الأسلحة التي ستستخدم لتنفيذها لكنها شدد على أن العسكريين الإيرانيين سيمتنعون عن استهداف المنشآت المدنية الاسرائيلية.
ومساء نفس اليوم تم عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط. واعلن خلالها المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني أن المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن يجب أن يحمل اسرائيل المسؤولية عن هذه الجريمة. وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة بما في ذلك العقوبات الاقتصادية لوقف اختراق القوانين الدولية بتل أبيب. ووصف الدبلوماسي هذه الجريمة بالأمر الوحشي. وقال إن لدى طهران حق للرد على اغتيال هنية والدفاع عن النفس.
وأضاف ايرواني أن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تشجع اسرائيل على مواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة حين تسميها بالدفاع عن نفسها. واعلن ايرواني أن تل أبيب لن تقوم أبدا بتلك الخطوة دون موافقة واشنطن.
كما أشار المبعوث الإيراني إلى أن الولايات المتحدة إلى جانب فرنسا وبريطانيا استخدمت حق النقض لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار مبني على مقترح روسيا لإدانة اغتيال إسماعيل هنية. وأضاف أن الأمم المتحدة ليست قادرة على وقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة.
فضلا عن ذلك تفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمان آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني حيث ناقشا تداعيات اغتيال إسماعيل هنية. ودعا الوزير الإيراني إلى عقد جلسة طارئة لوزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي للبحث في هذا الموضوع.
وفجر اليوم الحادي والثلاثين من يوليو الماضي تم إطلاق صاروخ على مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية حين شارك هنية في حفلة تولي مسعود بزشكيان لمنصب الرئيس الإيراني. وأشارت المصادر الإيرانية إلى أن الصاروخ انطلق من اراضي “الدولة الثالثة” لكن تل أبيب اعلنت أن الهجوم تم تحقيقه من إيران. وحتى الآن لم يأخذ أي طرف المسؤولية عن هذه الضربة على عاتقه رغم أن حركة المقاومة الإسلامية تتهم اسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذها.