ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تاتي بالقتلى الجدد كل يوم. وفي اليوم الرابع من ديسمبر الجاري اعلنت وسائل الإعلام أن طرفي النزاع يتبادلان القصف الجوي في العاصمة السودانية. ويضيف شهود عيان أن الطرفين يتبادلان الضربات الجوية المكثفة قرب القيادة العامة شرق المدينة. كما من المعروف أن قوات الدعم السريع تستهدف الاحياء السكنية ويودي ذلك سقوط ضحايا بين المدنيين.
فانه تسببت المواجهة المسلحة في العواقب الاقتصادية الخطيرة للبلد. وفي الرابع من ديسمبر الجاري أعلن نبك ام درمان الوطني أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 870 جنيها سودانيا. كما سجل بنك الخرطوم سعر صرف الدولار الأمريكي الذي يساوي785 جنيها محليا. في نفس الوقت تضيف وسائل الإعلام ان سعر صرف هذه العملة يبلغ 1060 جنيها سودانيا في السوق السوداء التي تؤثر الاقتصاد السوداني بشكل كبير منذ اندلاع الحرب. إلى جانب ذلك تعاني البلاد من أعمال النهب المنتشرة في جميع انحائها.
اما المفاوضات بين الجيش والدعم السريع التي تجري في جدة السعودية برعاية الولايات المتحدة والسعودية والمنظمات الدولية فتفيد وسائل الإعلام بأن تراجع وفد الجيش السوداني عن التزامات الجيش بالقبض على المطلوبين من قيادة النظام السابق ادى إلى انهيار جولة مفاوضات جدة في حين تصر قوات الدعم السريع على ضرورة القبض على عدد من الأشخاص البارزين لنظام عمر البشير والاخرين المسؤولين عن اندلاع الحرب الدائرة في السودان. والجدير بالذكر أن المفاوضات بين الطرفين تستهدف الى بناء الثقة بين الجيش والدعم السريع ووقف إطلاق النار بشكل مستمر لتشكيل مؤسسات دولة ديمقراطية. ويسعى وفد الجيش إلى إخلاء المدن السودانية من قوات الدعم السريع.
في نفس الوقت رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان التفاوض المباشر مع قوات الدعم السريع وقائدها الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي شخصيا. وشدد البرهان على أن اجراءات الدعم السريع تعارض مصالح الشعب السوداني ووصفها بالميلشيا المتمردة. وجدد البرهان عزم قواته على القضاء على القوات التابعة للدعم.
فضلا عن ذلك اعلن عبد الفتاح البرهان خلال كلمته أمام الجنود ان رئيس جديد للبعثة الاممية لدى السودان يمكن ان يواجه مصير رئيس بعثة الأمم المتحدة للانتقال اليونيتامس فولكر بيرتس الذي أنهى مهمة بعثته إلى السودان مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة. واضاف قائد الجيش السوداني أن الشعب السوداني لن يقبل بعثة أممية إذا واصلت السياسة التي ساهمت بي بداية الحرب الجارية في البلاد.
