ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر تستمر. وأعلن العسكريون أن المليشيات قصفت المدينة بشكل عشوائي مما أسفر عن مقتل 33 مدنيا على الأقل إضافة إلى عشرات المصابين.
وأكدت المصادر من الجيش أن عناصر الدعم السريع يستخدمون الجوع والضرب والعطش والإهانة على المدنيين الذين يفرون من الفاشر إضافة إلى اغتصاب النساء وسوء المعاملة مع كبار السن من أجل
الحصول على المعلومات عن المدينة.
ومنذ أشهر تعيش عاصمة ولاية شمال دارفور في الحصار الذي تفرضه عليه الدعم السريع والذي حول الحياة في المدينة إلى غير الإنسانية. ويوم الجمعة أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن الهجمات المتتالية على المخيمات في محيط المدينة تتسبب في موجات مستمرة من النازحين وبينهم الجرحى. كما أضافت المنظمة أن عددا كبيرا منهم أصيبوا برصاص او انفجارات و40 بالمئة منهم النساء والفتيات. وحتى الآن تسببت الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع على مخيمي زمزم وأبو شوك في نزوح أكثر من 13 مليون شخص منهما.
إلى جانب ذلك تعمل القوات السودانية المسلحة على ضمان الأمن في المناطق التي تسيطر عليها خاصة في العاصمة الخرطوم. واعلن وزير الداخلية خليل باشا سايرين انه أصدر عددا من الأوامر عن انتشار الشرطة في المناطق التي تم تحريرها من الدعم السريع بأكبر سرعة ممكنة. وأشار خلال مقابلته مع الصحفيين إلى أن بين أولويات الجيش تأمين المقرات الدبلوماسية في المدينة مشددا على أن قواته تقوم باقامة ارتكازات ومواقع لتأمين المؤسسات الحكومية.
ويحدث ذلك في ظل التقدم الملحوظ للجيش السوداني في المناطق المختلفة من البلاد وخاصة العاصمة حيث استولى منذ عدة أسابيع على القصر الجمهوري ومباني الوزارات والمؤسسات الحكومية. لكن المعارك لا تزال جارية في أنحاء السودان الكثيرة خاصة في دارفور لان قيادة الدعم السريع أعلنت الأسبوع الماضي أنها تعد هجوما على مدينة الفاشر.
ان الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة وفقدان عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية على خلفية تدمير معظم المرافق الصحية أثناء المواجهة. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم الحرب الكثيرة ولذلك من المستحيل تحديد عدد القتلى جراء المعارك حتى الآن. ولا يمكن المنظمات الإنسانية أن تقدم المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب إلى السودان وإزاء ذلك يصبح الوضع الصحي أكثر تدهورا كل يوم. ومع استمرار المعارك في جميع أنحاء السودان وخاصة دارفور وكردفان من الممكن انتظار ارتفاع عدد الضحايا لتلك الحرب.
