ان التظاهرات العنيفة في اسرائيل وجهود الوسطاء لدفع طرفي النزاع في قطاع غزة إلى عقد صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لم تأت بنتائج ملموسة بعد. وأفادت وسائل الإعلام بأن الجيش الإسرائيلي قصف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم الاثنين مما تسبب في مقتل 12 فلسطينيا على الأقل وأجرى أهالي المنطقة عملية البحث عن المفقودين.
فضلا عن ذلك أشارت المصادر إلى استشهاد 5 مواطنين جراء القصف الجوي الإسرائيلي على مخيم المواصي جنوب غرب غزة. وأضاف شهود عيان أنه تم نقل جثث الضحايا والمصابين جراء الغارة إلى مجمع ناصر في مدينة خان يونس.
ومن الممكن القول إن الطرف الاسرائيلي لا يظهر استعداده لوقف إطلاق النار في المنطقة اذ تفيد وسائل الإعلام بأن قوات الاحتلال تخطط ان تقوم بتدريس بعض العسكريين من الوحدات البحرية للقتال برا. وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يتخذ هذه الاجراءات جراء نقص المقاتلين له.
من جانبها اعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا يوم الثلاثاء أن انتشار القوارض والحشرات في قطاع غزة قد يتسبب في ظهور مخاطر جديدة أمام الشعب الفلسطيني. وأضافت الوكالة في البيان على موقعها الرسمي أن موظفيها يعملون على حماية المواطنين من هذا الخطر في الملاجئ المكتظة بالنازحين.
واعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه من الضروري وضع حد للعقاب الجماعي الذي يجريه الجيش الاسرائيلي في غزة حيث يعاني الفلسطينيون مما “لا يمكن تصوره”. وأضاف غوتيريش أن لا شيء يمكن أن يبرر إجراءات الاحتلال التي تخترق القوانين الدولية في غزة. وقال إن المساءلة ضرورية بالنسبة لمقتل المدنيين والدمار الكبير في القطاع المدمر. ودعا الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتؤكد وسائل الإعلام أن حصيلة القتلى جراء النزاع في القطاع تقترب من 41.5 الف شخص ومعظمهم أطفال ونساء في حين يبلغ عدد المصابين حوالي 96 ألف فلسطيني ولا يزال عدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض بسبب مواصلة الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع. ويؤدي تدمير الطرقات والمرافق الصحية الكثيرة إلى عدم إمكانية طواقم الإسعاف للوصول إلى أماكن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال باستمرار. إلى جانب ذلك أسفر العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة عن نزوح نحو 2.3 مليون نسمة. ويجبرون على العيش في منازل اقاربهم او معارفهم فضلا عن إقامة الخيم في الشوارع والمدارس او حتى في السجون ومدن الألعاب. وتشير المصادر الفلسطينية إلى أنهم يعيشون في الظروف الإنسانية الصعبة للغاية وسط نقص المياه والغذاء وانتشار الأمراض الوبائية.