ان عدد ضحايا الهجوم الذي تشنه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وهي عاصمة ولاية شمال دارفور منذ يوم الأحد الماضي يرتفع باستمرار. وتفيد وسائل الإعلام بأن عدد القتلى يبلغ 47 شخصا وبينهم 10 نساء إلى جانب إصابة العشرات وتم نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية. كما تواصل المليشيات الهجمات على المناطق الغربية من المدينة ومخيم أبو شوك.
وتبقى مدينة الفاشر محاصرة بالدعم السريع منذ اشهر لانها آخر مدينة يسيطر عليها الجيش في دارفور. ولذلك تعتبر موقعا استراتيجيا خاصة في ظل تقدم القوات المسلحة في المناطق المختلفة من البلاد وبسط سيطرتها على العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
ويتسبب الحصار المفروض على الفاشر في انتشار المجاعة بين سكان المدينة على خلفية عدم تقديم المساعدات الإنسانية إليها بالحجم المطلوب. وبسبب شن الضربات الجوية على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين فر أكثر من 400 ألف سوداني من منازلهم في المنطقة مما يزيد معاناتهم. والجدير بالذكر أن قيادة قوات الدعم السريع عبرت عن استعدادها لتنفيذ هجمات جديدة على الفاشر رغم الإدانة الدولية الشديدة. ويبلغ عدد القتلى بين المدنيين جراء الهجمات المستمرة عدة مئات سوداني.
وأعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء أن الدعم السريع يستهدف المدنيين في الفاشر بشكل ممنهج متهما إياه باستخدام أكثر من 250 قذيفة ثقيلة خلال الضربات على الأحياء السكنية من المدينة يوم الاثنين. وأشار إلى أنه تمكن من تدمير منصة إطلاق القذائف شمال المدينة.
كما أكدت القوات المسلحة مقتل وإصابة 34 من عناصر الدعم السريع خلال محاولتهم لتنفيذ الهجوم على الفاشر. إضافة إلى ذلك ينص بيان قوات الفرقة 16 مشاة – نيالا على ان العسكريين استولوا على الذخيرة والأسلحة أيضا. ومن المعروف أن الجيش يقبض على ضباط وجنود الدعم السريع في المنطقة باستمرار.
الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص إضافة إلى إصابة وفقدان عشرات الآلاف. كما يعاني الشعب السوداني من نقص الضروريات وبينها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية على خلفية تدمير معظم المرافق الصحية أثناء المواجهة. وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم الحرب الكثيرة ولذلك من المستحيل تحديد عدد القتلى جراء المعارك حتى الآن. ولا يمكن المنظمات الإنسانية أن تقدم المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب إلى السودان وإزاء ذلك يصبح الوضع الصحي أكثر تدهورا كل يوم. ومع استمرار المعارك في جميع أنحاء السودان وخاصة دارفور وكردفان من الممكن انتظار ارتفاع عدد الضحايا لتلك الحرب.
