ان عدد المواطنين الذين قتلتهم قوات الاحتلال ودفنتهم في المناطق المختلفة من قطاع غزة يزداد بسرعة كبيرة . وتفيد وسائل الإعلام الفلسطينية بأن رجال الإنقاذ استخرجوا 392 جثة للفلسطينيين من المقابر الجماعية قرب مجمع ناصر في خان يونس. والجدير بالذكر أنه لم يتم التعرف على معظم القتلى.
وتعبر الأطراف الدولية عن قلقها إزاء اختراق الجيش الإسرائيلي للقوانين الدولية وحقوق الإنسان بشكل واضح للغاية. واعلنت فرنسا أنه من الضروري اجراء تحقيق مستقل لهذه الجريمة. كما شددت باريس على أن وقف إطلاق النار المستدام والكامل في المنطقة هو الوسيلة الوحيدة لضمان أمن المدنيين واجراء تحقيق التفاصيل لتلك الأحداث الهائلة. وفي وقت سابق دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تقديم تل أبيب شرحها لهذه الحقائق لكن الطرف الاسرائيلي لم يعلق على هذا الموضوع حتى الآن.
ويناقش العالم هذه الجريمة منذ أيام لان السلطات الفلسطينية اعلنت أنه تم العثور على المقابر الجماعية قرب مجمع الشفاء في مدينة غزة ومستشفى ناصر في خان يونس. وتستمر عملية استخراج الجثث خلال أسبوع كامل حتى الآن ومن الممكن القول إنها ليست قريبة من انتهائها. ويشير شهود عيان إلى أن رجال الإنقاذ استخرجوا نحو 380 جثة من المقبرة في محيط الشفاء. واقتحم جيش الاحتلال المجمعين بناء على “معلومات استخباراتية ثابتة” عن استخدام مقاتلي حماس لهما لاحتجاز الرهائن واستيداع الاسلحة لكن وزارة الدفاع الاسرائيلية لم تقدم اي أدلة لهذه الاتهامات. وخلال اجراء العمليات العسكرية داخل المنشآت الصحية منع الاسرائيليون موظفي المنظمات الدولية من الوصول إلى المنطقة.
وتتسبب الأوضاع في قطاع غزة في غضب مواطني الدول الغربية الذين لا يوافقون مع سياسة حكوماتها التي تقدم الأموال والأسلحة لتل أبيب. وتستمر التظاهرات التي ينظمها الطلاب في المدن الاميركية الكبرى وبينها نيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو والخ. وتعلن المصادر أن الشرطة اعتقلت مئات من المتظاهرين.
لكنه الجدير بالذكر أن الإدانة الدولية لا تمنع المستوطنين من مواصلة هجماتهم على المواطنين في الضفة الغربية. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن جيش الاحتلال يعتقل المواطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية. كما تقتحم القوات الاسرائيلية المدن والقرى في المنطقة ويساعد العسكريون المستوطنين في تنفيذ الهجمات على منازل المواطنين. ولا تساهم دعوات الدول الغربية التي تقدم كل أنواع الدعم للدولة اليهودية إلى معاقبة مثل هذا التصرف في وقف العنف الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.