ان العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة لا يتقلص بل يتسع. واعلن جيش الاحتلال أنه أعد خطة اجراء الحملة العسكرية في المناطق الجنوبية من غزة. ويعني ذلك أن قوات الاحتلال تستعد لاجتياح مدينة رفح التي تبقى منطقة أخيرة لم تجر اسرائيل عملية عسكرية كاملة فيها. وتعارض هذه الخطة الاسرائيلية موقف الأطراف الدولية التي لا تدعم هجوم رفح لانه يبقى نحو 1.5 مليون مدني في المدينة ولم تقم القوات الاسرائيلية باجلائهم حتى الآن رغم الاعلانات الكثيرة.
واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل ستكثف ضغطها العسكري والسياسي على حماس في أقرب وقت. وشدد نتنياهو على أن هذه الاجراءات وسيلة وحيدة لمواصلة المفاوضات حول إفراج المحتجزين الاسرائيليين. واتهم الحركة الفلسطينية بتشديد مطالبها لعقد صفقة تبادل الأسرى. كما أشار السياسي إلى أنه مستعد لبذل جهودا كبيرة لحماية جيش بلاده من العقوبات الأجنبية.
ويوم السبت وافق مجلس النواب الأمريكي على تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل وتبلغ قيمتها أكثر من 26 مليار دولار. وأكد نتنياهو أن هذا القرار للكونغرس سيحمي الحضارة الغربية وشكر السلطات الاميركية على هذه الخطوة.
من جانبها اعلنت السلطات الفلسطينية أن مثل هذه الاجراءات الاميركية تتسبب في تصعيد التوتر في المنطقة مضيفة أنها “عدوان على الشعب الفلسطيني” في حين وصفتها تل أبيب ب”رسالة قوية” لأعداءها. واتهمت الولايات المتحدة بتوسيع النزاع وتقديم الاسلحة لجيش الاحتلال الذي سيستخدمها لقتل المدنيين الابرياء. كما شدد ممثل الحكومة الفلسطينية على أن إقامة دولة فلسطين وسيلة وحيدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط.
في الوقت نفسه عبرت السلطات الاسرائيلية عن عدم قبولها لاستقبال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إسطنبول. ووصف وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس هذا اللقاء بفضيحة الزعيم التركي واتهمه بدعم الإخوان المسلمين وقتل الأطفال الصغار وتنفيذ أعمال العنف الجنسي.
لكنه الجدير بالذكر أن العلاقات بين تل أبيب وواشنطن تبقى متوترة في بعض المجالات. وتفيد وسائل الإعلام بأنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أقرب وقت فرض العقوبات على عناصر كتيبة نيتساح يهودا للجيش الإسرائيلي بسبب اختراق حقوق الإنسان في الضفة الغربية. وعلى خلفية التظاهرات التي لا تقف في اسرائيل لان المواطنين يطالبون باجراء الانتخابات المبكرة وعقد صفق تبادل الأسرى السريع مع حماس من الممكن القول إن وضع السلطات الاسرائيلية ليس ثابتا في البلاد وعلى الصعيد الدولي.
