ان الولايات المتحدة تواصل القيام بدور بارز بالنسبة للنزاع بين إسرائيل وحماس. وفي الرابع عشر من ديسمبر الجاري اجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان. وإلى جانب قضايا دولية مختلفة ناقشا الاوضاع في قطاع غزة.
وخلال الاتصال اكد بايدن دعم واشنطن الكامل لمواجهة الجيش الإسرائيلي ضد حماس. وشدد الطرفان على ضرورة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان المنطقة وتركيز الجهود الدولية على حماية المدنيين. كما اشار المكتب السياسي للبيت الأبيض إلى أن الرئيسين بحثا في “الآفاق السياسية” للشعب الفلسطيني.
في نفس الوقت اكد الطرف التركي أن اردوغان شدد خلال المباحثات على أن توسيع الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين وتمديدها قد يتسببان في عواقب انسانية كارثية لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم كله. واكد الرئيس التركي ان تشكيل جهاز ضامن يمكن ان يسهل عملية التسوية. كما قال ان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتمتع بوحدة اراضيها بالعاصمة في مدينة القدس ضمن حدود عام 1967 هو السبيل الاكثر فعالية لوقف إطلاق النار في غزة. فضلا عن ذلك اعلن اردوغان ان وقف الدعم الاميركي الكامل لاجراءات اسرائيل يمكن ان يساهم في وقف النزاع في المنطقة كما شدد على ضرورة منع اتساع الكارثة الانسانية التي تشهدها فلسطين الان.
إلى جانب ذلك اعلنت مصادر سياسية أميركية أن واشنطن تناقش مع تل أبيب امكانية خفض توتر العملية العسكرية في قطاع غزة واجراء عمليات قصيرة المدى بدلا من العملية الواسعة النطاق. ومن المعروف ان مستشار الرئيس الأمريكي في مجال الامن القومي جيك ساليفان يزور اسرائيل الان. ويبحث مع السلطات الاسرائيلية وبينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو الحملة العسكرية في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين إلى جانب عملية افراج المحتجزين والنظام السياسي على هذه الاراضي بعد نهاية الصراع.
ان الصراع بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس بدا في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي الحركة على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الاقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الضروريات بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر من 18 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين اكثر من 50 ألف شخص في حين يقترب عدد المفقودين إلى 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص.
