ان الجهود الكثيرة التي تبذلها الأطراف المختلفة لإقناع اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية بضرورة عقد اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم تأت بنتائج ملموسة حتى الآن. وتفيد وسائل الإعلام بأن جيش الاحتلال أكد يوم الاثنين اعتراض عدة صواريخ تم إطلاقها بالمقاومة من شمال قطاع غزة تجاه المستوطنات الاسرائيلية رغم مواصلة العملية العسكرية التي تجريها القوات الاسرائيلية في المنطقة والتي أعلنت اقتراب نهايتها.
وتسببت إجراءات قوات الاحتلال شمال غزة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في مقتل عدة الاف فلسطيني وإصابة كثير من الاخرين. وعلى خلفية تدمير البنية التحتية والمستشفيات المتعددة من قبل الجيش الاسرائيلي يصبح وضع المدنيين في المنطقة أكثر تدهورا كل يوم. وتزيد حملة التوجيع التي يفرضها حصار المنطقة من قبل العسكريين الاسرائيليين على الفلسطينيين معاناة المواطنين رغم جميع الجهود التي تبذلها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا لوقف الأزمة الإنسانية في القطاع. وأسفر إصدار تل أبيب لعدد من القرارات خلال العام الجاري عن وقف تمويل المنظمة من قبل المانحين الكثيرين لكنهم عادوا إلى تقديم الأموال للاونروا باستثناء الولايات المتحدة. وحتى الإدانة الدولية الشديدة لا تمنع قوات الاحتلال من مواصلة تنفيذ الهجمات على الصحفيين وموظفي المنظمات الدولية إضافة إلى المرافق الصحية مما تسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين.
أما عملية المفاوضات فتشير المصادر إلى أن السلطات الإسرائيلية لا توافق على إنهاء الحرب في غزة وانسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية رغم كل تفاؤل الوساطة. كما من المعروف أن حركة المقاومة الإسلامية لم تصل إلى اتفاق مع الوسطاء حول عدد المحتجزين الاسرائيليين الذين مستعدة لتفرج عنهم.
ويبلغ عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 45.5 ألف شخص في حين تجاوز عدد المصابين 108 الف فلسطيني. ومن المستحيل تحديد هذه الأعداد لان كثيرا من القتلى والجرحى يبقون تحت الأنقاض وفي الطرقات لان طواقم الإسعاف ليست قادرة على الوصول إلى الجميع بسبب مواصلة الغارات الاسرائيلية. كما أدت الحرب إلى أزمة النازحين إزاء فرار ملايين من الفلسطينيين من منازلهم باحثين عن الانقاذ من الموت. وتجعل الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة في الوقت الأخير وضع النازحين الذين يعيشون الظروف الإنسانية الهائلة في المخيمات المكتظة أكثر صعوبة.
وخلال عام 2024 واصلت اسرائيل تنفيذ الهجمات الدقيقة على زعماء المجموعات الإسلامية. وتسبب ذلك في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وخليفته يحيى السنوار إلى جانب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وعدد من مساعديه. وأجبرت هذه الأحداث المنظمات العربية على إخفاء أسماء زعمائها الان.
ومن الممكن القول إن نهاية عام 2024 شهدت تصعيد التوتر بين اسرائيل وحلفائها الغربيين وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة واحدة والحوثيين من جهة أخرى اذ تعلن جماعة أنصار الله خلال الأسابيع الأخيرة استهداف المنشآت المختلفة في الدولة اليهودية بالصواريخ البالستية والمسيرات باستمرار. من جانبها تقوم اسرائيل باستهداف مواقع الحوثيين إلى جانب الضربات التي تشنها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية على الأراضي اليمنية.
وبعد النزاع المسلح بين إسرائيل وحزب الله الذي تسبب في تدمير البنية التحتية في المناطق الجنوبية من لبنان فضلا عن العاصمة بيروت والذي انتهى بالهدنة التي تخترقها قوات الاحتلال بانتظام وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمام هجوم المعارضة تتسع الدولة اليهودية نطاق عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط.