ان السلطات السورية تعمل على إثبات علاقات التعاون مع الدول المختلفة. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع التقى الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في الثامن والعشرين من يناير الجاري في دمشق. واستمر الاجتماع الذي شارك فيه بعض الوزراء السوريون 3 ساعات. واعلن الطرف الروسي بنتائج المناقشات ان العسكريين الروس يواصلون حضورها في الأراضي السورية مضيفا أن هذا الموضوع يتطلب مزيدا من البحث فيه ولذلك سيناقش الطرفان كل مجال من التعاون بشكل خاص. وشكرت روسيا السلطات السورية على عدم تعرض عسكرييها للهجمات أثناء التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي.
وقال بوغدانوف خلال مؤتمر صحفي إن الاجتماع تركز على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين مشيرا إلى أن روسيا مستعدة لمواصلة التعاون مع السلطات السورية الجديدة في ظل العلاقات الودية بين الدولتين منذ الحرب العالمية الثانية. ووصف نائب وزير الخارجية الروسي هذا اللقاء بالفعال لكنه شدد على أن الوضع في سوريا يبقى صعبا. وأشار بوغدانوف إلى أن موسكو تدعم وحدة أراضي سوريا وسيادتها الوطنية ومستعدة للعمل على إعادة الاستقرار إلى البلاد وإيجاد حل للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. واعلن الطرف الروسي أنه من الضروري إثبات حوار شامل في سوريا تشارك فيه كافة مجموعات المجتمع من أجل الوصول إلى ازدهار الشعب السوري.
في نفس الوقت يستمر توغل القوات الاسرائيلية في الأراضي السورية. وتفيد وسائل الإعلام بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعلن يوم الثلاثاء أن قوات بلاده ستبقى في جبل الشيخ جنوب سوريا دون تحديد أجل ذلك. وأدلى الوزير الاسرائيلي بتلك التصريحات خلال زيارته إلى المنطقة مشددا على أن القوات الاسرائيلية المنشورة في جبل الشيخ يجب أن تضمن أمن الاسرائيليين في مرتفعات الجولان وشمال الدولة اليهودية. والجدير بالذكر أن هذه المنطقة منزوعة السلاح وتراقبها الأمم المتحدة وأكدت السلطات السورية استعدادها لبسط سيطرتها على المنطقة الحدودية.
وفي الثامن من ديسمبر الماضي سيطرت المعارضة السورية على دمشق مما تسبب في سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد الذي استقال وغادر البلاد. ومنذ ذلك الوقت تمكنت السلطات الجديدة من تشكيل الحكومة برئاسة أحمد الشرع لكن المواجهة بين المجموعات المسلحة في سوريا تستمر وتعمل دمشق على إقناع القوى الدولية بضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال رئاسة الأسد. ويبقى الوضع الأمني في المنطقة غير مستقر للغاية.
