ان القوات الجوية الأمريكية تواصل تنفيذ الهجمات على مواقع مجموعة انصار الله اليمنية. لكن الطرف اليمني لا يبقى صامتا أمام العدوان الخارجي. وفي الخامس والعشرين من يناير الجاري أعلن ممثل الحركة يحيى سريع ان المجموعة أطلقت بعض صواريخ باليستية تجاه السفن الحربية الاميركية في خليج عدن ومضيق باب المندب. وأكد أن عدة الصواريخ استهدفت المركبات الاميركية رغم محاولات إسقاطها. وأجبرت هذه الاجراءات اليمنية سفينتين تجاريتين أميركيتين راقبتها السفن العسكرية على تغيير مسارهما. ولم تعلق الولايات المتحدة هذه المعلومات.
ان أعضاء مجموعة انصار الله اليمنية يدعمون اجراءات حماس التي هاجمت في السابع من أكتوبر الماضي على الأراضي الاسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت يقوم الحوثيون بتنفيذ الضربات الجوية على المدن الاسرائيلية إلى جانب الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. وفي الحادي عشر من الشهر الجاري اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن ضرورة وقف هجمات الحوثيين على السفن. وعبرت روسيا عن عدم موافقتها مع هذا القرار لانه يسمح التحالف برئاسة الولايات المتحدة لتنفيذ عملياته العسكرية في المنطقة. وتؤكد الأحداث الأخيرة ان الأمم المتحدة قدمت للدول الغربية فرصة لاجراء الهجمات على الحوثيين بشكل حر.
في نفس الوقت توجه اسرائيل والدول الغربية التي تدعم تل أبيب في النزاع مع حماس الاتهامات ضد طهران بتزويد انصار الله بالأسلحة والأموال والتوصيات. وفي الرابع والعشرين من الشهر الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن إيران تقدم الصواريخ الباليستية والمسيرات والمعلومات الاستخبارية للحوثيين ليقوموا بالهجمات على السفن في البحر الأحمر. وتضيف أن طهران أرسلت المتخصصين العسكريين إلى اليمن لمساعدة انصار الله. واعلن بعض مسؤولين غربيين لم تكشف وسائل الإعلام عن هويتهم ان إيران تزود حلفائها في اليمن بالأسلحة الحديثة وحتى الضربات الجوية المنفذة بالدول الغربية برئاسة الولايات المتحدة لا تمنعهم من قطع السبيل التجاري عبر البحر الأحمر. كما أشاروا إلى أن مجموعة حزب الله اللبنانية التابعة لإيران أرسلت المستشارين إلى اليمن أيضا. ومن المعروف أن الولايات المتحدة ودول المنطقة الحليفة لها اعتقلت خلال الأشهر الأخيرة عدة سفن إيرانية ناقلة السلاح ومتجهة حسب قولهم إلى اليمن.
واعلن وزير الاقتصاد الاسرائيلي نير بركات خلال مقابلته مع الصحفيين الغربيين أن إيران تحولت إلى هدف حقوقي للضربات الجوية الاسرائيلية لانها تدعم المجموعات المسلحة المعادية للدولة اليهودية. وأضاف أن بلاده يجب أن تستخدم سياسة الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي الذي اعلن في الستينيات من القرن الماضي أن إطلاق صاروخ من كوبا سيتسبب في إطلاق صاروخ تجاه موسكو. وأكد أن تل أبيب ينبغي أن تتخذ موقفا ثابتا بالنسبة للمواجهة مع إيران. كما شدد الوزير الاسرائيلي على ضرورة وقف الاتصالات الاقتصادية بين اسرائيل والضفة الغربية إلى جانب بداية الحرب مع لبنان لضمان أمن الشعب الاسرائيلي.