ان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تصبح أكثر تدهورا كل يوم. وفي الثالث عشر من يناير الجاري اعلنت وكالة الجزيرة أن الأطباء في مستشفى الأقصى يجب ان يعملوا مستخدمين المصابيح بسبب انقطاع الكهرباء في المبنى. ويثير هذا الوضع قدرة المستشفى على رعاية المرضى. ويشير الأطباء إلى أن الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى الأجهزة الخاصة يمكن ان يموتوا إذا وقفت مولدات إضافية عملها.
إلى جانب ذلك تفيد بعض وسائل الإعلام بأن الغارات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال تسببت في وقف عمل جميع وسائل الاتصال في قطاع غزة. ومن المستحيل تحديد الموعد لعودة الخدمات الأساسية إلى المنطقة.
وتفيد وسائل الإعلام بأن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا الضربة الجوية الثانية على مواقع مجموعة انصار الله اليمنية الليلة الماضية. واستهدفت الضربات إلى القاعدة العسكرية شمال مدينة صنعاء. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية أنه تم تنفيذ هذا الهجوم من أجل تدمير الرادارات التي تستخدمها المجموعة اليمنية لتحقيق الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
في نفس الوقت اعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى بداية النزاع الواسع النطاق مع اليمن. واضاف ان جميع اجراءات الرئيس الأمريكي تتجه إلى منع اتساع المواجهة في الشرق الأوسط.
وتسببت الهجمات الاميركية البريطانية على مواقع أنصار الله في التناقضات بين ممثلي الدول الكثيرة لدى الأمم المتحدة. واعلنت المندوبة الاميركية الدائمة لدى المنظمة ليندا توماس غرينفيلد ان هذه الضربات كانت ضرورية ومناسبة للأحداث الأخيرة في المنطقة. وشددت على أنها لا تخترق القوانين الدولية وانه تم تنفيذها بعد استخدام كافة الوسائل غير العسكرية لتسوية الأوضاع حول البحر الأحمر. كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلا إلى خفض التوتر في المنطقة. من جهته اكد مندوب الصين الدائم لدى المنظمة جان تسون ان اجراءات واشنطن وحلفائها تخترق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 الذي تم اتخاذه منذ أيام والذي يطلب من انصار الله بوقف الهجمات على السفن التجارية.
ان أعضاء مجموعة انصار الله اليمنية يدعمون اجراءات حماس التي هاجمت في السابع من أكتوبر الماضي على الأراضي الاسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت يقوم الحوثيون بتنفيذ الضربات الجوية على المدن الاسرائيلية إلى جانب الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. وفي الحادي عشر من الشهر الجاري اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن ضرورة وقف هجمات الحوثيين على السفن. وعبرت روسيا عن عدم موافقتها مع هذا القرار لانه يسمح التحالف برئاسة الولايات المتحدة لتنفيذ عملياته العسكرية في المنطقة. وتؤكد الأحداث الأخيرة ان الأمم المتحدة قدمت للدول الغربية فرصة لاجراء الهجمات على الحوثيين بشكل حر.
