ان صفقة وقف إطلاق النار في غزة تشهد تهديدا حادا. ومساء اليوم العاشر من فبراير الجاري اعلنت حركة المقاومة الإسلامية أنها تؤجل نقل الدفعة السادسة من المحتجزين الاسرائيليين إلى الصليب الأحمر الذي كان من المتوقع أن ينقلهم إلى اسرائيل يوم السبت المقبل.
وأضاف أبو عبيدة وهو المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس أن الحركة اتخذت ذلك القرار بسبب عدم التزام الطرف الاسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. واتهمت حماس اسرائيل بإطلاق النار على النازحين الفلسطينيين الذين يعودون إلى المناطق الشمالية من غزة ومنع تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. ولذلك تقف الحركة الإفراج عن المحتجزين وتصر على تعويض اسرائيل عن اختراقاتها للاتفاق. كما أشارت حماس إلى أنها لا تزال تلتزم بتحقيق الصفقة إذا تقوم اسرائيل بتنفيذ التزاماتها. وقالت الحركة إن هذا الإعلان تحذير لتل أبيب ودعت الوسطاء إلى تنفيذ الضغط عليها لتحقق الاتفاق.
من جانبه أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمرا للجيش برفع الجاهزية ليكون مستعدا على التحرك وفقا للوضع على الأرض. ومن المعروف أن القوات الاسرائيلية دفعت مزيدا من التعزيزات في المناطق الجنوبية دارسة جميع السيناريوهات. وأضاف كاتس قائلا إن هذه الخطوة لحماس انتهاك صارخ للصفقة. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا طارئا للخدمات الأمنية للبحث في الخطوات المناسبة ردا على قرار حماس. كما اعلن مجلس الوزراء الاسرائيلي أن وقف إطلاق النار الكامل في غزة ليس ممكنا إلا بعد الإفراج عن كافة المحتجزين ورفض حماس عن السلطة في القطاع. وأضافت السلطات الاسرائيلية أنها تسعى إلى نزع السلاح بشكل كامل في غزة مشددة على أنها لن تقف الحرب قبل تحقيق جميع الأهداف.
كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعبر باستمرار عن دعمه للدولة اليهودية انه يصر على إطلاق سراح جميع المحتجزين حتى الساعة الثانية عشرة مساء يوم السبت مضيفا أنه لا يستبعد وقف عمل الهدنة إذا رفضت حماس. وقال الرئيس الأمريكي إن الحركة الفلسطينية سترى الجحيم إذا حدث ذلك مشيرا إلى أنه يمكن قطع تقديم الإمدادات من الأردن ومصر.
في التاسع عشر من يناير الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم عقده بطرفي النزاع في قطاع غزة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حيز التنفيذ. وينص الاتفاق على ثلاث مراحل وخلال الأولى التي ستستغرق 42 يوما ستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا وهم أطفال ونساء وجرحى ومرضى. من جانبها ستطلق اسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وستبدأ عملية انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية ويسمح الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية سيتم انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وستفرج الدولة اليهودية عن الف سجين فلسطيني. وأثناء المرحلة الثالثة سيناقش الطرفان عملية إعادة الإعمار في غزة وسيتبادلان جثث القتلى.
