ان عيد الاضحى الذي يختتم به موسم الحج يجب ان يكون وقتا للمحبة والسلام. لكن هذا العام هز العالم الإسلامي بسبب عملية غير مسبوقة. وقد سامحت السلطات السويدية حرق مصحف القرآن الكريم في شارع ستوكهولم. في الثامن والعشرين من يونيو الجاري المتطرف السويدي ذو الاصول العراقية سلوان موميكا مزق مصحف القرآن وبعد ذلك احرقه. وحدثت هذه العملية قرب مسجد ستوكهولم المركزي. وقد ساحمت الشرطة السويدية اجراء هذه العملية معلنة انها احتجاج بناء على قرار قضائي. واكدت السلطات السويدية ان تلك الاحتجاجات شرعية لكن غير مناسبة. وبعد نهاية العمل الاحتجاجي تم تقديم التهمة بالتحريض على الكراهية الدينية واشعال النار في الشارع لموميكا. وقد ينتهي له هذا الامر بدفع المغرم.
واثر هذا الحادث في غضب المسلمين حول العالم . وفي التاسع والعشرين من الشهر الجاري اعلنت وزارة الخارجية المغربية انه تمت دعوة السفير المغربي للسويد للتشاور بناء على قرار الملك محمد السادس بن الحسن. واعلن الطرف المغربي ان هذه العملية مثلت العدوان ضد عواطف اكثر من مليار مسلم في الوقت المتزامن مع موسم الحج وعيد الاضحى.
من جهته دعا الازهر جميع الشعوب الاسلامية والعربية وكل اصحاب الضمير الحي الى مقاطعة المنتجات السويدية. وشددت وزارة الخارجية المصرية في بيانها على قلقها بسبب ارتفاع عدد حالات احراق القرآن الشريف وظواهر الاسلاموفوبيا في بعض الدول الاوروبية في الوقت الاخير.
اما تركيا فاعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ان بلاده تدين افعال موميكا بشدة. واشار الى انه لا يمكن قبول مثل هذه الاجراءات الشنيعة من السلطات الاوروبية.
واعلنت روسيا عن ادانتها لعملية احراق القرآن. واضافت ان تنجيس الاشياء المقدسة ليست له علاقة بحرية التعبير. وعبر الجانب الاميركي عن اداة هذه العملية ايضا.
وبعد هذه العملية الاحتجاجية انتشرت التساؤلات عن عواقب الامر للسويد التي تسعى الى الانضمام لحلف شمال الأطلسي وترفض تركيا توسيع الناتو هذا.
والجدير بالذكر أن هذا الحادث ليس اول عملية استفزاز ينظمها سكان الدول الاوروبية. ان عملية احراق القرآن هذه ثانية منذ بداية العام الحالي في السويد. في يناير احرق السياسي الدنماركي راسموس بالودان مصحف القرآن امام السفارة التركية في ستوكهولم. وبعد عدة ايام اجرى نفس العملية قرب المسجد في الدنمارك. وضمنت الشرطة امن بالودان خلال العمليتين. والسؤال يطرح نفسه: هل حرية التعبير يمكن ان تصل الى قذيعة الاخر؟
