ان الأوضاع الإنسانية في السودان الذي يعاني من الحرب منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تبقى الأكثر تدهورا في العالم وفقا للتقارير الأممية. وتفيد وسائل الإعلام بأن المنظمة رحبت بقرار مجلس السيادة السوداني برئاسة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بفتح 3 مطارات داخلية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان.
وأكدت الأمم المتحدة أن هذا القرار سيسمحها بتوزيع الإمدادات بين أكثر من سكان البلاد. ويوم الاثنين أصدر البرهان قرارا باستخدام مطارات في جنوب كردفان وشمال كردفان والنيل الأزرق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين. وأضاف قائد الجيش أنه من الضروري سماح الوكالات الأممية بإجراء القوافل من هذه المناطق إلى جميع أنحاء البلاد والإشراف على توزيع المساعدات بين السودانيين. ومن المعروف أنه تم اتخاذ القرار بنتائج سلسلة من اللقاءات بين المسؤولين السودانيين وممثلي الأمم المتحدة في مدينة بورتسودان.
في نفس الوقت تستمر المعارك العنيفة بين الطرفين في جميع أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن هجمات الدعم السريع والتسمم وانتشار الأمراض تسببت في ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين في ولاية الجزيرة إلى 794 شخصا. كما من المعروف أن انهيار النظام الصحي في السودان بشكل كامل تقريبا يؤدي إلى زيادة معاناة الشعب من الأمراض ومواصلة المعارك. إضافة إلى ذلك أسفرت هجمات المسلحين التابعين لقوات الدعم السريع على القرى في الولاية عن موجة من النزوح الجماعي.
إلى جانب ذلك تشير المصادر إلى أن عددا من القرى في ولاية النيل الأبيض تعرضت للهجمات من قبل قوات الدعم السريع مما دفع سكان المنطقة إلى النزوح الفوري. ويقول شهود عيان إن عناصر المليشيات يقومون بتنفيذ أعمال النهب والسلب الواسعة.
وحتى الان تسببت الحرب في السودان في مقتل أكثر من 20 ألف شخص ومن المستحيل تحديد هذه المعلومات لانه تم ارتكاب جرائم الحرب الكثيرة خلال الاشتباكات بما في ذلك استخدام المقابر الجماعية لدفن الجثث. كما تسبب النزاع في ترك أكثر من 10 ملايين سوداني لمنازلهم. ولا تبقى المنظمات الإنسانية الدولية قادرة على تقديم المساعدة بالحجم المطلوب لوقف معاناة الشعب السوداني من المجاعة والأمراض. ولا يعبر أحد من الطرفين عن استعداده لوقف القتال بل يصر على ضرورة عدم التدخل الخارجي إلى الشؤون السودانية. وتعاني النساء من الحرب كثيرا بسبب انتشار أعمال العنف الجنسي في البلاد.
