ان النزاع السوداني دخل فترة جديدة. واثارت تصريحات قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي قلق المجتمع الدولي. وقال الفريق انه يقترح تشكيل سلطة مستقلة في المناطق التي تسيطر عليها قواته مع العاصمة في مدينة الخرطوم اذا تم تشكيل حكومة جديدة في مدينة بورتسودان تحت اشراف الجيش السوداني.
واضاف خلال تسجيل صوتي له ان قواته صبرت كثيرا لكنها لن تسمح لعبد الفتاح البرهان وهو قائد الجيش السوداني ان يحدث باسم السودان و”ادعاء اي شرعية” ووصف حكومة البرهان التي من الممكن تشكيلها بحكومة الحرب. وهدد بتشكيل “سلطة حقيقية” ردا على خطط الجيش. واكد دقلو انه لن يقبل اعلان عاصمة بديلة من الخرطوم. كما شدد على ان البرهان يسعى الى اقامة حكومة جديدة ليصبح رئيسا دكتاتورا في السودان. واشار الى ان قوات الدعم السريع تسيطر على الاراضي الممتدة واذا ارادت قيادتها فيمكن ان يمسك عسكرييها على بورتسودان اليوم. وختم دقلو بيانه باتهام الجيش السوداني بمحاولة تقسيم البلد.
في وقت سابق اعلن حميدتي على موقع اكس ان احداث 15 من ابريل الماضي اغلته الطريق لحل سياسي للنزاع. كما شدد على انه من الضروري انهاء الحرب وتشكيل جيش مهني واحد.
من جهتها اعلنت قيادة بارزة لقوات الحرية والتغيير انها تدعم موقف قوات الدعم السريع تجاه سعي الفريق اول الركن البرهان لتشكيل حكومة جديدة في بورتسودان. واكد محمد الفكي سليمان وياسر عرمان على موقع اكس ان “الفلول والفاسدين” سيسيطرون على حكومة البرهان الجديدة.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدات في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل عدة الاف شخص وإصابة آخرين كثيرين. الى جانب ذلك تسبب النزاع في السودان في ازمة النازحين. فان اكثر من اربعة ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن مسكن امن. وليس وضع النازحين السودانيين في الدول المجاورة مستقرا. واعلنت تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان منذ اندلاع الازمة السودانية حوالي 300 ألف شخص وصلوا الى مصر فقط فارين من الحرب واكثر من نصفهم النساء. ويطلب كلهم تقريبا بمساعدة الامم المتحدة لانهم يتركون ديارهم في عجلة.
واذا حقق الطرفان تهديداتهما لتشكيل حكومتين في السودان فيمكن ان يواجه السودان قضايا كبيرة جديدة وسيرفع ذلك معاناة الشعب السوداني الذي يعيش في ظروف غير انسانية خلال اشهر طويلة.
