ان حدة المعارك الدائرة منذ الخامس عشر من ابريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تنخفض رغم معاناة الشعب من هذه الكارثة. وفي الأول من مارس الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن القوات المسلحة السودانية حققت يوم الخميس اختراقا جديدا خلال الاشتباكات مع المتمردين في شوارع مدينة ام درمان. وتضيف أن الجيش يقترب من مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
وبعد التخلي عن استراتيجية الدفاع عن مقراته وبداية حرب الشوارع التي تستخدم لها القوات الخاصة يدفع الجيش المقاتلين إلى التراجع. إضافة إلى ذلك يوجه العسكريون ضرباتهم على تجمعات الدعم السريع باستخدام المسيرات.
لكن ضربات القوات المسلحة ليست منفذة بالدق. وأكدت وسائل الإعلام مقتل طفل وإصابة اخرين جراء القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي التابع للجيش على منطقة جبرة الشيخ شمال ولاية كردفان مساء الخميس. واكد شهود عيان أن الضربات الجوية تسببت في انهيار بعض المنازل السكنية.
وتحاول التحالفات العديدة أن تقنع طرفي النزاع بضرورة الحفاظ على حياة المدنيين. وطالبت حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالخروج من مدينة الفاشر. وأكد عضو الهيئة القيادية للحركة ان المعارك تؤثر على النازحين وعددهم كبير في المنطقة بشكل مباشر وسلبي. ودعا إلى الحكمة والمسؤولية من أجل الحفاظ على حياة السودانيين.
اما وضع المدنيين في السودان فيبقى كارثيا بسبب ارتفاع مستمر لعدد المصابين وخروج المستشفيات الكثيرة من الخدمة جراء تدميرها كاملا او جزئيا ووجود قوات الدعم السريع داخلها ونقص الأدوية وخاصة المنقذة للحياة والكهرباء الشديد. وتفيد وسائل الإعلام بأن سوق الدواء تشهد تضاؤلا بنسبة 70٪. وتقف المنشآت الطبية عملها بسبب فرار الأطباء من أعمال العنف ضدهم أيضا. وعدم تقديم المساعدات الإنسانية الدولية على خلفية الخلافات بين سلطات السودان والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وخاصة الأدوية يهز الأوضاع ويبقى المرضى في بعض الولايات وبينها الجزيرة ودارفور في الظروف غير المناسبة لهم. ويصف المتخصصون الأوضاع الصحية في السودان بالفوضى. ومن المستحيل الحصول على الأدوية الجديدة في البلاد وحتى سهلة التصنيع جراء تدمير كافة الصيدليات والمستشفيات تقريبا او تعرضها لأعمال النهب.