ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال جارية في جميع أنحاء البلاد رغم وباء الكوليرا والفيضانات الهائلة. وتفيد وسائل الإعلام بأن العاصمة السودانية الخرطوم تشهد منذ الساعات الأولى يوم الخميس الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. ويصف شهود عيان هذه المواجهة بالاعنف خلال الأشهر الأخيرة.
ومن المعروف أن أصوات الأسلحة الثقيلة كان من الممكن سماعها في وسط وجنوب وشمال العاصمة السودانية لما تركزت المعارك على المدرعات ومقرات القيادة التابعة للجيش السوداني. كما تشير المصادر إلى أن الاشتباكات تستمر في مدينة الخرطوم بحري أيضا. وتؤكد المصادر السودانية أن عدد القتلى جراء المواجهة يرتفع باستمرار وقد تجاوز حتى الآن 5000 شخص في حين يبلغ عدد المصابين أكثر من 31 ألف شخص.
ومن المعروف أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عبر لقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن قلقه البالغ إزاء الصراع الدائر في البلاد كما أشار إلى إدانة المنظمات الدولية الكثيرة لإجراءات الطرفين.
في نفس الوقت تعلن الأمم المتحدة في إطار أعمال الجمعية العامة أن الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في ارتفاع معدلات الجوع لملايين الأشخاص. كما أشارت جويس مسويا القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة إلى أن النزاع أسفر عن انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان. وأضافت أن صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للحالات الإنسانية للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة وحالات الطوارئ مستعد لتقديم 25 مليون دولار لمعالجة تداعيات المواجهة في البلاد. ودعت مسويا المانحين إلى زيادة التمويل الإضافي للمنظمة.
إلى جانب ذلك عبرت بعض الدول وبينها الإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وموريتانيا وجزر القمر وتشاد وغينيا بيساو وسيشل والسنغال وبنين وكينيا وسيراليون وأوغندا وموزمبيق ونيجيريا عن قلقها الشديد بسبب الأوضاع الغذائية الكارثية في السودان.
وعلى خلفية مواجهة المجاعة يشهد الشعب السوداني الكارثة الصحية اذ ينتشر مرض الكوليرا في جميع أنحاء البلاد بسرعة. ومن المعروف أن عدد المصابين به يقترب من 15 ألف شخص وتسببت 473 حالة منها في وفاة المواطنين. وتؤكد المصادر المحلية أن الوباء يهز 10 من 18 ولاية السودان.
