الاشتباكات العنيفة تواصل في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية الاقتراب الدبلوماسي بين الخرطوم وموسكو.
وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن خلال يوم الأحد شن الجيش السوداني قصفا جويا على مواقع قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية. واعلن مصدر من الجيش الذي لم يكشف عن هويته ان القوات المسلحة تهاجم مليشيات الدعم السريع في مطار الخرطوم باستخدام الاسلحة الثقيلة والخفيفة. واضاف ان الجيش كثف ضرباته الجوية على مدينة ام درمان. ويعلن شهود عيان أن اعمال العنف انتشرت في جميع أنحاء البلاد فضلا عن اعمال النهب والسلب.
في نفس الوقت اعلن وزير الخارجية السوداني علي الصديق في مقابلته مع الصحفيين ان موسكو تعتبر المواجهة في السودان امرا داخليا للسودانيين. واضاف ان روسيا دعمت شرعية موسسات الدولة السودانية. واضاف ان الحكومة الروسية مستعدة لتقديم المساعدة المطلوبة لوقف النزاع في السودان. واشار الى ان الجيش السوداني مستعد لمواصلة المباحثات مع قوات الدعم السريع التي تجري بشكل غير مستقر في جدة السعودية اذا قامت بتنفيذ التزاماتها خاصة الخروج من مباني الموسسات الحكومية والمستشفيات ومنازل سكان السودان التي تستخدمها للاهداف العسكرية.
واجابت قوات الدعم السريع على الضربات على الصعيد العسكري بالتصريحات السياسية. واكد قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي ان قواته مستعدة لوقف الصراع مع الجيش وعرض اقتراحات تاسيس “الدولة السودانية الجديدة”. وشدد على اهمية انعاش مبادرات احياء مباحثات مباشرة بين الطرفين تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية. واكد دقلو ان التطورات الاخيرة في البلد تمثل ظواهر الازمة السودانية المتطاولة. واشار الى ان الحل السياسي الشامل لها يجب ان يعالج الاسباب الجذرية للحروب السودانية. والى جانب بناء نظام حكم فدرالي وحكومة جديدة تمثل كل اقاليم البلد من الضروري تشكيل جهاز عسكري واحد.
ان المواجهة المسلحة في السودان اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي. وحتى الان ادى الى مقتل حوالي 5000 شخص واصابة عشرات الآلاف. الى جانب ذلك تسببت المعارك بين الطرفين في نزوح اكثر من اربعة ملايين شخص من منازلهم. وتجاوز عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية.