ان الأوضاع حول قطاع غزة تشهد تصعيدا حادا منذ أيام بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعيه إلى شراء تلك الأراضي. وتفيد وسائل الإعلام بأن الرئيس الأمريكي كرر أن بلاده ستبسط السيطرة على قطاع غزة دون شرائه. وحدث ذلك أثناء لقائه مع الملك الأردني عبد الله الثاني. وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بإدارة غزة بشكل جيد ومفيد. وعبر الرئيس الأميركي عن أمله في دعم مصر لخطته.
واعلن الملك الأردني خلال مؤتمر صحفي بنتائج المحادثات مع ترامب أن عمان لا تقبل تهجير الفلسطينيين من غزة مضيفا أن هذا هو الموقف المشترك للدول العربية. وأشار عبد الله الثاني إلى ضرورة ضمان الأمن والاستقرار في الضفة الغربية أيضا مشددا على التزام بلاده بمبدأ حل الدولتين في الشرق الأوسط.
من جانبها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية أنها تعتبر تصريحات ترامب الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة تأكيدا للكراهية على أساس الأمة ودعوة إلى التطهير العرقي فضلا عن استنكارا لقضايا الشعب الفلسطيني. وشددت الحركة على أنها ستفشل خطة ترامب حول قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها مستعدة لعرض خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها. وعبر الطرف المصري عن استعداده للتعاون مع إدارة دونالد ترامب من أجل الوصول إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة. كما تشير المصادر إلى أن القاهرة تصر على رفضها لتوطين الفلسطينيين وضرورة بقائهم في قطاع غزة.
منذ أيام اعلن الرئيس الأميركي أنه من الضروري تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة خلال عملية إعادة إعماره التي قد تستغرق وفقا للتقارير الاميركية من 10 أعوام إلى 15 عاما. وأشار إلى أن مصر والأردن يمكن أن تستقبلا سكان القطاع الفلسطيني. من جانبهما اعلنتا القاهرة وعمان عن عدم قبولهما لمثل هذه الإجراءات وضرورة بقاء الفلسطينيين على أراضيهم. كما تعبر حركة حماس إضافة إلى السلطات الفلسطينية عن معارضتها الشديدة لتلك الخطة الاميركية.
كما أثار إعلان حماس في الحادي عشر من فبراير الجاري في قلق الكثيرين لانها أكدت أنها تؤجل الإفراج عن المحتجزين الذين كان من المتوقع أن يطلقوا سراحهم يوم السبت المقبل بسبب عدم تحقيق اسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم حماس باختراق الصفقة أن اسرائيل تستأنف القتال إذا لم تفرج الحركة الفلسطينية عن المحتجزين حتى الساعة الثانية عشرة مساء في اليوم المحدد. وأضاف نتنياهو أن مجلس الوزراء المصغر دعم هذا القرار له. ومن المعروف أن الجيش الاسرائيلي يعزز قواته في المناطق الجنوبية. كما عبر الرئيس الأمريكي عن استعداده ل”فتح أبواب الجحيم” على حماس إذا لم تفرج عن المحتجزين حتى الساعة المحددة.
في التاسع عشر من يناير الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم عقده بطرفي النزاع في قطاع غزة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حيز التنفيذ. وينص الاتفاق على ثلاث مراحل وخلال الأولى التي ستستغرق 42 يوما ستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا وهم أطفال ونساء وجرحى ومرضى. من جانبها ستطلق اسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وستبدأ عملية انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية ويسمح الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية سيتم انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وستفرج الدولة اليهودية عن الف سجين فلسطيني. وأثناء المرحلة الثالثة سيناقش الطرفان عملية إعادة الإعمار في غزة وسيتبادلان جثث القتلى.
