الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يصر على “شراء” قطاع غزة وامتلاكه. وتشير المصادر إلى أنه قد يسمح دولا أخرى في الشرق الأوسط بالقيام ببناء أجزائها.
وأضاف ترامب قائلا إن غزة قد تتحول إلى موقف جيد للتنمية المستقبلية مشيرا إلى أن الفلسطينيين لن يرغبوا في العودة إلى تلك الأراضي إذا تم تقديم لهم بديلا أفضل.
ويتسبب ذلك الموقف للرئيس الأمريكي في الإدانة الشديدة خاصة من قبل الفلسطينيين. وتفيد وسائل الإعلام بأن عضوا من المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية شدد على أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتهجيرهم. كما أعلنت حماس أن “غزة ليست عقارا يباع ويشترى بل جزء لا يتجزأ من الأرضي الفلسطينية المحتلة” واصفة تصريحات ترامب بالعبثية التي تعكس جهلا بفلسطين والمنطقة.
في نفس الوقت تستمر عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. ويوم السبت نقلت حركة المقاومة الإسلامية 3 محتجزين اسرائيليين للصليب الأحمر في حين أفرجت اسرائيل عن 183 سجينا فلسطينيا. وانسحبت القوات الإسرائيلية من محور نتساريم الذي يقسم القطاع الفلسطيني إلى الجزءين الشمالي والجنوبي وبذلك يتركز الجيش الإسرائيلي الان على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
لكن الوضع على الأرض يبقى غير مستقرا. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن مواصلة الهدنة تتطلب باستخدام القوة بالمناطق الشمالية والجنوبية من غزة. كما أكد أن الجيش الإسرائيلي سيطلق النار على الفلسطينيين إذا اقتربوا من منطقة نزع السلاح في وسط القطاع. وجاءت تلك التصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي على خلفية الأخبار عن إطلاق النار بالعسكريين الاسرائيليين على المواطنين وسط القطاع.
وأشار نتنياهو إلى أن بلاده ملتزمة بتحقيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مشددا على أن زيارته إلى الولايات المتحدة التي قام بها الأسبوع الماضي كانت تاريخية. وقال إن محادثاته مع دونالد ترامب ستضمن أمن الدولة اليهودية للوقت الطويل. وأضاف أن هذه المناقشات فتحت أمام تل أبيب فرصا كانت مستحيلة قبل أشهر مشيرا إلى أن ترامب دعم موقفه الساعي إلى تحقيق كافة الأهداف المعلنة قبل إطلاق النزاع في غزة وعلى رأسها تقويض حماس وإعادة المحتجزين وضمان أمن اسرائيل ووقف اتساع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
من جانبها أعلنت حركة حماس أن اسرائيل لا تحقق التزاماتها في إطار الصفقة مشددة على أنها لا تسعى إلى استئناف القتال ومستعدة لإجراء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في الدوحة التي كانت من المتوقع أن تبدأ في الثالث من الشهر الجاري.
وفي التاسع عشر من يناير الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم عقده بطرفي النزاع في قطاع غزة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حيز التنفيذ. وينص الاتفاق على ثلاث مراحل وخلال الأولى التي ستستغرق 42 يوما ستفرج حماس عن 33 محتجزا اسرائيليا وهم أطفال ونساء وجرحى ومرضى. من جانبها ستطلق اسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وستبدأ عملية انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية ويسمح الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية سيتم انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وستفرج الدولة اليهودية عن الف سجين فلسطيني. وأثناء المرحلة الثالثة سيناقش الطرفان عملية إعادة الإعمار في غزة وسيتبادلان جثث القتلى.
